يسعى وزراء الخارجية العرب في القاهرة، اليوم، لبلورة موقف عربي موحد من سلسلة مطالب يحملها وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان، كوندوليزا رايس وروبرت غيتس، أبرزها ملف التسوية في إطار المؤتمر الدولي الذي دعا إليه الرئيس جورج بوش، ودعم حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في ظل توتر متزايد خرج إلى العلن بين واشنطن وكل من السعودية والإمارات لدورهما «السيئ جداً» في العراق. واستبقت الإدارة الأميركية جولة رايس وغيتس، التي ستشمل دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى القاهرة وشرم الشيخ حيث سيلتقيان مع وزراء خارجية دول الخليج والأردن ومصر بعد غد، برشى عسكرية وزعتها بالتساوي على إسرائيل (30 مليار دولار على مدى العقد المقبل) وعلى «حلفائها» من المعتدلين العرب (33 مليار دولار خلال الفترة نفسها).
وتستهدف واشنطن، من خلال هذه الرشى، الفوز بدعم العرب لحكومة المالكي وتعزيز جيوشهم في وجه إيران والحصول على تصديقهم على الرؤية الأميركية للتسوية في المنطقة، حسبما نقلت صحيفتا «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين.
وهي تسعى أيضاً، من خلال رفع قيمة مساعداتها العسكرية لإسرائيل (من 2.4 مليار دولار إلى 3 مليارات دولار سنوياً) إلى ضمان تفوقها العسكري في المنطقة.
ويرجح أن يتصدر التوتر بين واشنطن والرياض اهتمامات رايس وغيتس، وخاصة بعد تأكيد المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة زلماي خليل زاد امتعاض الولايات المتحدة من السعودية واتهامها بالاستخفاف بجهود تعزيز الاستقرار في العراق. وقال زاد، خلال مقابلة مع شبكة «سي ان ان» التلفزيونية الأميركية، «إن السعودية وبعض الدول الأخرى لا يبذلون كل جهودهم لمساعدتنا في العراق». وأضاف «أحياناً، بعضهم لا يساعد وحسب، بل يقوم بأشياء تزعزع جهود التقدّم».
(الأخبار، أ ف ب، أ ب)