القاهرة ــ خالد محمود رمضان
تسعى وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، التي وصلت وزميلها وزير الدفاع روبرت غيتس، أمس، إلى جدة، المحطة الثانية من جولتهما في المنطقة، لاستدراج السعودية إلى مؤتمر السلام الدولي، الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش، وخاصة أن الرياض غير متحمسة لعقده لأنه «لن يعنى بنقاط الخلاف المركزية بين إسرائيل والفلسطينيين، والتي يفترض أن تُحل في إطار الاتفاق الدائم» (التفاصيل).
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر إسرائيلية قولها إن البيت الأبيض يخشى «من ألا يعود للمؤتمر أي مغزى بسبب تغيب السعودية، صاحبة مبادرة السلام العربية». ولتحقيق هذه الغاية، يتوقع أن تدفع رايس، لدى زيارتها إسرائيل، رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إلى الإعلان عن استعداد الدولة العبرية للبحث في المبادرة السعودية قبل المؤتمر. كما ستسعى إلى إقناعه بـ«توسيع الأفق السياسي» للفلسطينيين.
وأوضح دبلوماسيون ومسؤولون إسرائيليون أن «الولايات المتحدة تريد من إسرائيل توسيع نطاق المحادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أملاً في بدء الدفع باتجاه القضايا العالقة الرئيسية».
وكان رايس وغيتس قد دشّنا مهمتها، أمس، بلقاء عقداه مع وزراء خارجية دول الخليج الست ومصر والأردن في شرم الشيخ، ركز بيانه الختامي على ضرورة ضمان استقرار منطقة الخليج، فيما تمحورت المداولات الداخلية حول «خطر المتطرفين» و«ضرورة مساعدة الولايات المتحدة في مواجهتهم».
وقالت مصادر عربية شاركت في الاجتماع، لـ«الأخبار»، إن «رايس لم تبلغ وزراء الخارجية أي خطة أميركية لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران، لكنها حثتهم في المقابل على الانضمام لجهود الإدارة الأميركية الرامية لمحاصرة طهران بسبب دورها التخريبي في ما يتعلق بعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط».
وخاطبت رايس الاجتماع قائلة، بحسب المصادر نفسها، «لا يجب أن تدعوا فرصة للمتطرفين لكي يخربوا مشروعات التنمية والازدهار، عليكم تفهم خطورتهم ونحن معكم. لن نسمح لهم بالعبث بأمن واستقرار حلفائنا في المنطقة».
وكشفت المصادر عن أن رايس أعربت عن ضرورة «إسراع العرب في فتح قنوات تطبيع أكثر مع إسرائيل وتوسيع مستوى الاتصالات معها بهدف إقناعها بقبول مبادرة السلام العربية».