img src="/sites/default/files/old/images/p01_20070602_pic1.jpg" title="الدخان يتصاعد من المباني السكنيّة لمخيّم نهر البارد (حسين مللا - أ ب)" align="center" width="465" height="306"/>واشنطن تدعم عملية البارد والمدنيّون يستغيثوناتّصال مجاملة بين برّي والحريري وصفير يتبنّى مبادرة لحّود
تفجّرت أمس اشتباكات عنيفة بين الجيش اللبناني وحركة «فتح الإسلام»، بدا أنّ ضحيتها الأولى ستكون المدنيين الفلسطينيّين الذين لا يزال الآلاف منهم داخل المخيّم عالقين بين نارين، وسط ظروف إنسانية صعبة تطرح أكثر من علامة استفهام عن إمكان الاستمرار في العملية العسكرية التي بدأت أمس.
ودارت أعنف المعارك طوال يوم امس في مخيم نهر البارد واستخدمت فيها كل أنواع الأسلحة الرشاشة والصاروخية والمدفعية. وتمكن خلالها الجيش من دحر المسلحين الى داخل المخيم مستولياً على الأبنية العالية في محيطه التي كانت تستخدم لإطلاق النار على الجيش. وقال مصدر أمني إنه سقط 3 شهداء من العسكريين من الجيش، وإن 60 مدنياً و18 جندياً آخرين أصيبوا بجروح. وكان الجيش قد أعلن في بيانات أصدرتها قيادته أنه دمّر مراكز لـ«فتح الإسلام» وسيطر بـ«النار» عليها، داعياً الفلسطينيين إلى عدم توفير «ملاذ» لهؤلاء العناصر و«طردهم». وقال إن وحداته تتابع إجراءاتها الميدانية في محيط المخيم «لإحكام السيطرة على الاماكن والابنية التي يتسلل إليها المسلحون بهدف ممارسة أعمال القنص على المراكز العسكرية والمدنيين». ودعا «المسلحين الضالين إلى تسليم أنفسهم للعدالة»، مؤكداً إصراره على «مواصلة ملاحقتهم حتى تحقيق ذلك». ودعا «الإخوة الفلسطينيين إلى عدم تأمين أي ملاذ لهؤلاء المجرمين والعمل على طردهم من بين المدنيين الأبرياء».
وفي إطار الاتصالات والمساعي السياسية جال ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري وقال إن «اقتراب وضع النهاية لعصابة فتح الإسلام، يعني تخفيف مآسي الشعب، سواء داخل المخيم أو خارجه»، مستبعداً «إمكان تحقيق هذه المهمة في وقت محدّد». ونقل عن الحريري «استعداده الكامل لتقديم كل أشكال الدعم والعون لتخفيف هذه المعاناة». ولفت زكي الى وجود «إجراءات ملموسة لإجبار مجموعة فتح الإسلام على رفع أيديها والتسليم للقضاء»، مضيفاً: «نحن مستعدّون لتنفيذ كل ما يطلب منّا لأن الأمن اللبناني هو أمن فلسطيني».
وأكدت الولايات المتحدة أمس دعمها الجيش اللبناني في معركته ضد «فتح الإسلام». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية توم كايسي إن «الحكومة اللبنانية تقوم بما ينبغي القيام به لمحاربة مجموعة إرهابية بالغة الخطورة وفرض القانون والنظام في البلاد». وعن عدد الضحايا المدنيين، قال كايسي إن المسؤولين اللبنانيين «أكدوا لنا أنهم سيبذلون كل ما في وسعهم خلال شن هذه العمليات للتخفيف من وطأتها على المدنيين في المخيم».
برّي ـــــ الحريري
وعلى وقع ارتفاع حدة المعارك في الشمال، رد رئيس مجلس النواب نبيه بري على اتصال رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري. وتخلّلت هذا الاتصال تهنئة الحريري لبري بخطوبة ابنته ميساء على الشاب أيمن جمعة، لكنّ الرجلين لم يتناولا أي شأن سياسي يتعلق بمخيم نهر البارد أو بالمبادرة السياسية التي أطلقتها قوى 14 آذار أو بما أعلنه الحريري من رغبة في الاجتماع برئيس المجلس وبالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والعماد ميشال عون.
ونقل زوار الرئيس بري تعليقه على المواقف التي يتخذها أركان 14 آذار عنه أمس متسائلاً: «أين سيأخذون البلد؟»، معتبراً أن ما طرحوه من مبادرات «كلام لا يُصرف وعواطف لا تُترجم». وأبدى تخوفه على مستقبل البلاد «المقبل على كل الاحتمالات إذا لم يتم إنجاز الاستحقاق الرئاسي من خلال تأليف حكومة وحدة وطنية». وأشار الى أنّ فريق الموالاة يعد نفسه منتصراً «ولكن المنتصر هو الأميركيون». وقال «إن هذا الفريق يتصرف كأنه خاطف للبلد ولا يقيم حساباً لأي شيء إلا لما يريده، فإلى أين سيصلون؟».
صفير
إلى ذلك، ذكّر البطريرك الماروني نصر الله صفير بالحكومة الرباعية التي تشكلت في عهد الرئيس الراحل فؤاد شهاب. وتساءل أمام نقابة المحررين التي زارته امس: «لماذا لا يتكرر هذا الأمر فتكون هناك حكومة من 6 وزراء، لافتاً الى ان هذا ربما يساعد في اخراج البلد من المأزق الذي يتخبّط به»، لكنه لاحظ «أن الفكرة لم تلقَ رواجاً عند البعض». وأكد أنه «أول من أوحى بالفكرة، والاقتراح أطلقه رئيس الجمهورية». ونفى أن يكون قد رشح أسماءً لرئاسة الجمهورية خلال زيارته الاخيرة للفاتيكان، مؤكداً أيضاً أن الفاتيكان لم يسأله عن هذا الأمر. وأبدى موافقته على كل اقتراح يخرج البلد من دوّامته. وإذ طالب بـ«رئيس قوي حازم»، لفت الى أنه إذا جاء الرئيس من جهة واحدة وقسم كبير من اللبنانيين ضده، فسيعرقلون مسيرته، وأكد استمرار الحكومة الحاضرة بـ«حكم الأمر الواقع».
وفي باريس، التقى العماد ميشال عون أمس وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير للمرة الثالثة، وتناول النقاش «وسائل عملية لتشجيع الحلول للأزمة اللبنانية».
المحكمة الدولية
على صعيد آخر، تحدث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن موضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان فقال إن المهم هو أن مجلس الأمن الدولي تبنّى القرار، «وهو ملزم، وعلى المجتمع الدولي أن يتعاون معه بشكل تام. لقد اتصل بي رئيس الوزراء فؤاد السنيورة أمس (الخميس) وسنتعاون بالكامل من أجل إنشاء المحكمة مبكراً. وبصفتي أميناً عاماً أحترم قرار مجلس الأمن الدولي، وسأتخذ كل الإجراءات اللازمة لتطبيق القرار».
وأكد بان في تصريح إلى «الأخبار» أن رسالة رئيس الجمهورية إميل لحود «وصلت متأخرة جداً». وأضاف أنه تلقى رسالة من السنيورة يعرب فيها عن استنفاد كل السبل السياسية والدبلوماسية، وبناءً عليها تحرك مجلس الأمن.
وفي شأن انتهاء ولاية رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتس منتصف هذا الشهر، قال بان إن دور براميرتس كان محورياً في التحقيق، «وإننا ندرس حالياً كيفية مواصلة الاستفادة من خبرته ومساهماته، لكن لم يتخذ أي قرار حتى الآن».