لم يكن ينقص الاحتلال الأميركي للعراق، بعد الكوابيس الميدانيّة التي عاشها جنوده خلال الشهر الماضي، الذي صُنّف ثالثاً على لائحة الأشهر الأكثر دمويّة منذ الغزو عام 2003، سوى صفعة جديدة يبدأ بها شهراً جديداً، لم تمنع الرئيس الأميركي جورج بوش من التأكيد أنه «فخور بقيادته العالمية» (التفاصيل).فقد شهدت بلاد الرافدين خلال الأيّام الثلاثة الماضية مقتل 15 جنديّاً أميركيّاً، معظمهم في انفجار عبوات ناسفة، فيما قضى آخرون في مواجهات في شوارع ديالى ونينوى وبغداد التي أغرقها بوش بقوّاته.
لكن ذلك يبدو أنه لا يدفع بقادة واشنطن إلى التفكير بالانسحاب، بل إلى ترتيب بقاء قواتها في العراق. بقاء تريده طويل الأمد، يتخذ من التجربة الكورية الجنوبية نموذجاً، إذ تسعى الإدارة الأميركية إلى إبقاء قواتها في أربع قواعد في بلاد الرافدين، لفترة يمكن أن تمتد إلى نصف قرن.