أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة أن حزب الله قد حصل من إيران عبر سوريا على صواريخ بعيدة المدى من طراز «فاتح 110»، قادرة على استهداف التجمّعات السكانية الإسرائيلية حتى مدينة بئر السبع في الجنوبأبلغ رئيس الوفد الإسرائيلي للحوار الاستراتيجي إلى الولايات المتحدة، وزير النقل شاؤول موفاز وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن حزب الله امتلك صواريخ بعيدة المدى قادرة على استهداف التجمعات السكانية وسط إسرائيل وصولاً إلى مدينة بئر السبع في الجنوب.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن خبير إسرائيلي في مجال الصواريخ قوله إن هذا الصاروخ يصل مداه إلى 250 كيلومتراً، ويحمل رأساً متفجراً بزنة نصف طن، وهو يعمل على الوقود الصلب، ويطلق من منصة شبيهة بمنصة صاروخ أرض ــــــ جو من طراز «أس أي 2». وذكرت الصحيفة أن تحذير موفاز ورد خلال لقائه وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الأربعاء في واشنطن، حيث قال إن هذه الصواريخ تم تهريبها إلى حزب الله من جانب سوريا وإيران في أعقاب «حرب لبنان»، وذلك استناداً إلى معلومات استخبارية وصلت إلى إسرائيل.
وكان موفاز قد وصل إلى واشنطن لإجراء الجولة الدورية نصف السنوية من «الحوار الاستراتيجي» مع المسؤولين الأميركيين، والتقى في هذا الإطار كلّاً من رايس ونائبها نيكولاس بيرنز، الذي يرأس الطاقم الأميركي في الحوار. ومن المقرر أن يتناول الحوار «التهديد الإيراني وتسلّح حزب الله وسيطرة حماس على السلطة الفلسطينية سياسياً وعسكرياً».
وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية فإن موفاز أعرب لرايس عن قناعته بأن حظر الأسلحة، الذي ينص عليه القرار الدولي 1701، لم ينجح. وقال «نحن لا نرى حظراً على السلاح. في الوقت الذي نجلس فيه نحن هنا، السلاح يمر».
وعن وجود المقاومة جنوب الليطاني، رأى موفاز أن «حزب الله لم يغادر جنوب لبنان قطّ». وأضاف «إن عناصره لا يجلسون على الحدود، إلا أنهم موجودون في متنزّهات ومبان قائمة تحت الأرض ليس بعيداً عن الحدود».
وطلب موفاز من رايس بذل المزيد من الجهود من أجل إطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين اللذين أسرهما حزب الله في تموز الماضي.
وأشار موفاز، في حديث إلى صحافيين إسرائيليين بُعيد اجتماعه برايس، إلى أن ما تطرحه إسرائيل بشأن تهديد حزب الله في حواراتها الاستراتيجية يتركّز على الخطوات التي يجب اتخاذها من أجل تطبيق حظر التسلح على لبنان، مشيرا إلى «الحاجة إلى قطع الحدود السورية اللبنانية أمام عبور شاحنات الأسلحة إلى حزب الله».
وفي ما يتعلق بالملف الإيراني، الذي يفترض أن تتمحور حوله الجولة الراهنة من الحوار، رأى موفاز، وفقاً لـ «يديعوت»، أن لا تغيير في تصميم طهران على مواصلة برنامجها النووي. وقال إن «الإيرانيين يتجاهلون قرارات مجلس الأمن، ولذلك ينبغي تشديد العقوبات»، مشدداً على ضرورة «الوصول إلى وضع تؤدي فيه القناة الدبلوماسية إلى نتائج حتى نهاية العام الجاري»، في ما اعتُبر إشارة إلى وضع سقف زمني للجهود الدبلوماسية.
ودعا موفاز الى تشديد العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران، معتبراً أنها «ستكون ناجعة ضد القيادة الإيرانية وسينتقل تأثيرها منها الى من هو دونها». وأكد موفاز للمراسلين الإسرائيليين في وقت لاحق أن الحديث لا يدور أبداً عن «فحص الخيار العسكري ضد إيران»، مشيراً إلى أن هذه المسألة «ليست ذات صلة في الوقت الراهن نظراً لأن المسار الدبلوماسي لم يُستنفد بعد».
أما في الشأن الفلسطيني، فقد قال موفاز لرايس إن «سيطرة حماس على السلطة الفلسطينية تمثّل عثرة أمام استمرار المفاوضات»، معتبراً أن الحركة «تسعى إلى السيطرة على السلطة بأكملها عن طريق الأجهزة».
وفي الشأن السوري، قال موفاز إن توتراً يسود المنطقة الشمالية، وإن هناك إمكاناً لإجراء مفاوضات سرية، يتم خلالها تبادل رسائل التهدئة وجس النبض. وأشارت «يديعوت» إلى أن موفاز رفض التحدث عن موقف رايس بشأن تجديد المفاوضات مع دمشق. وقال «إن سوريا هي الشريان الرئيسي، ودورها في ما يحصل مركزي، إلا أنه يجب عدم اللهاث للسلام معها». لكنه أضاف «يجب أن تتركّز أولوياتنا على المحادثات مع الفلسطينيين».