غزة ــ رائد لافي
بات الفلسطينيون يترقّبون الأسوأ، بعد عودة موجة الاقتتال الداخلي إلى سابق عهدها، مع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية لاجتياح قطاع غزة، ولا سيما بعد العملية الفدائية النوعية، التي اقتحم خلالها مقاومون موقعاً للاحتلال عند معبر كيسوفيم.
«الانفجار الكبير» هو الحديث اليوم في القطاع، حيث امتد القتال بين «فتح» و«حماس» أمس من رفح جنوباً إلى مدينة غزة، موقعاً ستة قتلى فلسطينيين وأكثر من 59 جريحاً، وسط حالة «تجييش» غير مسبوقة بين الطرفين.
و«تفنّن» مقاتلو الحركتين في التنكيل بعضهم ببعض؛ ففيما اتهمت «حماس» حرس الرئاسة بـ«إعدام» أحد عناصرها بعد اختطافه، قال مسؤولون «فتحاويون» إن مقاتلي «حماس» ألقوا عنصراً في «فتح» من الطبقة الخامسة عشرة من برج الغفري غربي مدينة غزة، حيث قال سكان إن مقاتلي الطرفين تبادلوا قصف المواقع بقذائف صاروخية ومدافع رشاشة.
وفي تحذير غير مباشر من تأثير الفتنة الداخلية على الحوار الفلسطيني المرتقب في القاهرة منتصف الشهر الجاري، قال رئيس الوفد الأمني المصري في غزة اللواء برهان حماد إن «استمرار الاقتتال الداخلي الفلسطيني سيدمر كل شيء حتى حوارات القاهرة». وأضاف «كيف سيتفاهم الأشقّاء المتحاورون في القاهرة وهم يتقاتلون في غزة أو في رفح أو في أي مكان في الأرض الفلسطينية».
وكانت المقاومة الفلسطينية قد أعلنت قتل 5 جنود إسرائيليين، ثلاثة منهم خلال عملية «الصيف الساخن» التي نفذتها «سرايا القدس» و«كتائب شهداء الأقصى» عند معبر كيسوفيم، واستشهد خلالها مقاوم. كما أعلنت «كتائب عز الدين القسام» قنص جنديين إسرائيليين خلال توغل في رفح. إلا أن سلطات الاحتلال لم تعترف بسقوط أي قتلى في صفوفها.
وبعد العملية، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت أمس أن جيش الاحتلال سيواصل عملياته في قطاع غزة، فيما أوصى رئيس أركانه غابي أشكنازي بتوسيع العمليات الهجومية مع التروي حالياً في شن عملية عسكرية واسعة. أما وزير الدفاع الإسرائيلي عامير بيرتس فقد اعتبر أن عملية «الصيف الساخن» كان هدفها خطف أحد الجنود، لكن الموقع الإسرائيلي الذي تعرض للهجوم كان خالياً.