غزة ــ رائد لافي
حمّام الدم الفلسطيني بلغ أمس مرحلة غير مسبوقة، تميّزت بوحشية مفرطة في تعامل الأخ مع أخيه، وصلت حدّ التصفية الجسدية للمعتقلين، وترافقت مع سيطرة «حماس» على قطاع غزة كلّه، وتحوّل الرئيس محمود عباس إلى ما يشبه حاكماً للضفة الغربية، التي يبدو أنها تستعدّ لموجة مماثلة من الاقتتال الداخلي مع عودة القيادي «الفتحاوي» محمد دحلان إليها (التفاصيل).
وباتت الطريق معبّدة لمعادلة فلسطينية جديدة، تتولّى في خلالها حكومة إسماعيل هنية الحكم في القطاع، رغم إقالتها أمس من جانب أبو مازن، الذي سيقتصر نفوذه، بدءاً من الآن فصاعداً، على الضفة، التي ستحكمها «حكومة إنفاذ طوارئ».
وكانت «حماس» قد أعلنت في وقت سابق «الانتصار المؤزّر»، بعدما أحكمت سيطرتها التامة على المقارّ والمواقع الأمنية الموالية للرئاسة وحركة «فتح» على امتداد قطاع غزة، حيث سقط أمس 25 قتيلاً، بينهم القيادي في «كتائب الأقصى» سميح المدهون، الذي أعلنت «حماس» «إعدامه» بست رصاصات.
وعقب إعلان قرارات الرئاسة، التي شملت أيضاً حال الطوارئ في الضفة والقطاع، وحملت في طياتها إمكان اللجوء إلى الاستفتاء الشعبي، قال القيادي في «حماس»، سامي أبو زهري، إن «ما جرى خطوة مرفوضة بشكل مبدئي»، ويعدّ «عربدة قانونية مرفوضة».
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك إن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس اتصلت بعباس وأكدت له دعم الولايات المتحدة «للمعتدلين الفلسطينيين». وأضاف إن إدارة الرئيس جورج بوش ستنظر أيضاً في نشر قوة دولية لحفظ السلام في قطاع غزة.