تعهـد بإلغـاء 30 مليـار دولار من الديـون ودعـم للمصـالحة ونـزع سـلاح الميليشـيات العراقيـة
شكّل لقاء وزير الخارجيّة الأميركيّة كوندوليزا رايس أمس مع نظيرها السوري وليد المعلّم، والتحيّات «العابرة» التي تبادلتها مع نظيرها الإيراني منوشهر متّكي، «الحدث» الأبرز الذي صبغ اليوم الأوّل من مؤتمر شرم الشيخ، الذي أثمر توقيعاً على «وثيقة العهد الدولي» المتضمّنة سلسلة إجراءات والتزامات تمتدّ من السياسة وصولاً إلى الاقتصاد، أهم معالمها التعهد بإلغاء 30 مليار دولار من ديون بغداد، وتأكيد على دعم حكومة نوري المالكي في سعيها إلى المصالحة الوطنية وتجريد الميليشات من الأسلحة (التفاصيل).
وكان لافتاً إصرار العرب، وفي مقدمهم السعودية ومصر، على وقوفهم على مسافة واحدة من جميع الأطياف العراقية، في محاولة واضحة للتقليل من شأن الاتهمات القائلة باستيائهم من المالكي، ودعمهم لسنة العراق في مواجهة تمدد النفوذ الإيراني في بلاد الرافدين.
وقالت رايس، للصحافيّين بعد لقائها المعلّم، إنه كان «فرصة لإرساء الاستقرار في العراق». وأضافت رايس إنها أبلغت المعلم أنّ «الأفعال ستتكلّم بصوت أعلى من الكلمات»، فيما رأى نظيرها السوري أنّ اللقاء كان «صريحاً وبنّاءً».
وعقد اللقاء برعاية مصريّة، عبّرت عنها مرافقة وزير الخارجيّة المصري أحمد أبو الغيط لهما إلى مكان الاجتماع قبل أن ينسحب.
وفي حديث لـ«الأخبار» في شرم الشيخ، وصف مصدر سوري مطّلع اللقاء بأنّه «مهني وواضح وصريح». وقال إنّ رايس طرحت موضوع الأمن والاستقرار في العراق، «لما له من انعكاسات على المنطقة»، كما أثارت مسألة ضبط الحدود العراقيّة من الجانب السوري».
وفي النقطة الأخيرة، أوضح المصدر نفسه أنّ المعلّم أعرب عن وجهة نظر دمشق، مشيراً إلى أنّه تمّ بحث العلاقات الثنائيّة بين البلدين وكيفيّة تطويرها، كما تمّ الاتّفاق على مواصلة الحوار بهذا الشأن.
وردّاً على سؤال عن مدى «تهذيب» رايس خلال اللقاء، قال المصدر إنّ «الجوّ كان طبيعيّاً وخالياً من أيّ توتّرات»، موضحاً أنّ الدبلوماسيّة الأميركيّة «لم تأت على ذكر لبنان في الاجتماع».
ورفضت رايس الانتقادات التي وجّهها نوّاب أميركيّون ديموقراطيون للقائها مع المعلم، حين أعربوا عن الأسف لأن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش انتقدت زيارة برلمانيين ديموقراطيين بينهم رئيسة مجلس النوّاب نانسي بيلوسي، الى دمشق الشهر الماضي، مندّدين بـ«ازدواجية اللغة».
وقالت رايس «أعتقد أنّ الذهاب الى دمشق وإجراء محادثات موسّعة حول سلسلة مسائل مع سوريا أمر مختلف، وهذه كانت المشكلة في الماضي». وأضافت «أن تنتهز وزيرة الخارجية الفرصة للتحدث إلى وزير الخارجية السوري عن مشاكل حسية متعلقة بالعراق خلال مؤتمر للدول المجاورة للعراق، يبدو لي منطقياً».
أما على صعيد اللقاء الأميركي ــــ الإيراني المرتقب على هامش المؤتمر، فإنّ نهار أمس سجّل جلوس رايس ومتّكي إلى مائدة طعام مشتركة وتبادلهما التحيّة. وقال أبو الغيط إنّ «طاولة الغداء كانت صغيرة»، وذلك في تعبير مجازي عن تقارب المسافات بين الطرفين رغم العوائق الضخمة.
إلّا أنّ مسؤولاً أميركيّاً، رفض الكشف عن اسمه، قال لـ«رويترز» إنّ لقاء رايس ـــــ متّكي، إذا تمّ اليوم، سيكون مقتضباً في الجوهر، وذلك بناءً على طلب الجانب الإيراني الذي يرفض، بحسب مسؤول أميركي، الخوض في «مواضيع جوهرية».
وأجرى مسؤولون عراقيون محادثات على هامش المؤتمر، مع دول عديدة حول إلغاء الديون، وهدّدوا بأنّهم سيوصدون فرص الاستثمار في العراق أمام الدول التي ترفض إلغاء الديون.
وقال وزير المال العراقي بيان جبر صولاغ، لـ«فرانس برس»، إنّ «أيّ دولة لا تلتزم بتوصيات نادي باريس لن يسمح لها بالاستثمار في العراق»، في تحذير موجّه إلى روسيا، الطامعة باستثمارات نفطيّة في العراق، والتي قال إن بلاده مدينة لها بنحو 13 مليار دولار، من أصل ما يقارب 140 مليار دولار، وهي قيمة الديون العراقيّة للخارج.