زياد الرحباني
حضرات السيدات والسادة، حضرات الساهرين على الأكثرية، حضرات الرفاق المحترمين في حركة الرابع عشر من آذار،
تحية وبعد...
يؤرّقني شيء ما هو نفسه يومياً، فأنا أتخيّلكم، وقد عدتم يوماً وجلستم إلى طاولة الحوار مع هذه المعارضة، هذه المتوافرة حتى الآن على ما يبدو، وعلى رأسها حزب الله، وقد بدأ الحوار. في ذهنكم طبعاً نقاطٌ كبيرةٌ عالقة، أولاً: المحكمة الدولية والبند السابع، ثانياً: تركيبة الحكومة الوفاقية الجديدة وثلثها المعطّل أو الضامن، أو المرجِّح أو ما يمكن أن تكون قد أصبحت صفته المميِّزة وقتها، الله أعلم، ثالثاً: مصير سلاح المقاومة، ذلك إن تبقّى لكم وقتٌ كافٍ. إن ما يؤرّقني ليس ما سبق، إنه التالي: ترى، هل ستجدون بعد كل ذلك وقتاً لتبحثوا في «ثقافة الموت»؟ أو في «حب الحياة»؟ أو في العنوانين معاً؟ أشعر بأن بتّ النقاط الثلاث الأولى ممكنٌ رغم كل الوقت الذي مرّ عليها وهي معلّقة. إن البحث في «ثقافة الموت» و«حب الحياة» لن يكون سهلاً ولا مزحةً. سيبدو حينها كم أن الإهانة كبيرة، وكيف أن هذه العبارات نَحَتْ منحى الأبديّة ولا طريقَ للعودة عنها ولسوء الحظ. ما يمكن أن أتخيّله هو شيء من اللوم.
(حوار)
1 ـــــــ نحن ثقافة للموت يا وليد بك؟
2 ــــــ لا ليس الموت بمعنى الموت.
غازي ــــــ يا إخوان، إن وليد بك لم يقصد حرفياً ما يقول، تكلّم عن حبّ الحياة بمعنى حبّ الحياة عموماً، أي إن شيئاً كالاعتصام لا يشبهه.
1 ــــــ وما هو حُبّ الحياة بالضبط؟
2 ــــــ إن حبّ الحياة عبارة تقال لتُميّز الأكثرية ربما، ليس إلاّ.
1 ــــــ هلّا حدّدتم لنا ما هو الموت، ومن ثم ما هي الحياة؟
مروان ــــــ هذه مواضيع شائكة، بل فلسفيّة، دعونا منها الآن لضيق الوقت.
2 ــــــ طيّب إذاً فلنناقش ما هي الأكثرية. (ويستمرّ الحوار دون أيّ تقدّم أو تحديد ويتشتّت أكثر فأكثر).
لن يكون لذلك مخرج. هي كلمات لا عودة عنها بسهولة، ناهيك بأن الحوار بين «عملاء»، قومٌ منهم للولايات المتحدة وإسرائيل، وقومٌ إيرانيون من ريف دمشق، سيكون، عموماً، حواراً ليس عن لبنان تحديداً. سيكون حواراً عن العراق وفلسطين على الأرجح. ولا مشكلة في النهاية لو «تعايَشَ» الموت والحياة، هذا ما يفعلانه دائماً. إنهما في أسوأ الأحوال يتعايشان كالمسيحيين والمسلمين.