دمشق | عند وصولنا إلى موقع التصوير، يبدو الممثل سلّوم حدّاد بهيئة أقرب ما تكون إلى شخصية تاريخية. يومئ النجم السوري برأسه، مبتسماً أمام دهشتنا، كأنّه يقول: «ها أنا ذا». يتبادل معنا حديثاً لطيفاً عن تبدّل ملامح هذه الشخصيّة، مقارنةً بالصور التي رأيناها للمشاهد الأولى من العمل في «سجن القلعة». حديثٌ يشترط حدّاد ألا يكون بمثابة تصريحٍ إعلامي، فهو لم يعتد التحدّث مع الصحافة عن دورٍ يؤديه أثناء تصويره إياه، ويبقي احتمال الكلام معلّقاً لما بعد العرض.في هذا اليوم، يجري تصوير مشاهد عودة «إبراهيم» (سلوم حدّاد) متنكراً إلى الحارة، لزيارة ابنته «جوريّة» (تؤدي دورها الممثلة روزينا لاذقاني)، وها هو يتمكنّ أخيراً من البقاء قريباً منها بعد انقضاء فترة سجنه. سجنٌ طال قرابة 15 عاماً، بسبب مكيدةٍ دبّرها له «رسلان» (يؤدي دوره الممثل أيمن رضا).
هكذا، تدور الدوائر على «إبراهيم القبضاي»، صاحب المقهى في حارة «صدر الباز» (إحدى حارات منطقة المرجة في دمشق)، ويُسجن ظلماً بعد اتهامه بقتل زوجته. ويصرّ المتهم على تربية ابنته الرضيعة معه في السجن، ولا سيّما أنّها فقدت أمّها وبقيت بلا معيل. تستجيب السلطات آنذاك لطلبه، ويرعى الأب طفلته وراء القضبان على مدى 12 عاماً.
«سيف» (يجسدّ شخصيته الممثل طارق مرعشلي)، يكون أحد أبناء حارة «إبراهيم»، يلتقيه في السجن، ويساعده على تربية ابنته، وعندما يخرج بها من السجن، يعهد لأهله رعايتها، قبل أن يهيّئ للأب والبنت ظروف العودة إلى الحارة برفقة فتاة أخرى هي «قمر» (تؤدي دورها الممثلة هيا مرعشلي). وتلتقي الفتاتان على رغبة الثأر من «رسلان».
قصّةٌ تستقي مفرداتها من حكايات الجدّات، ويعوّل المنتج والممثل طارق مرعشلي على «جاذبيتها»، في تقديمٍ مسلسل يمكن أن ينافس مسلسلات شاميّةً أخرى خلال موسم العرض الرمضاني المقبل، إلى جانب تكامل العناصر الأخرى: «نجوم مميّزون، ومخرجٍ مبدع، وطاقم عملٍ فنيٍّ جيّد»، كما يقول لـ«الأخبار».
ويلفت مرعشلي إلى أنّه اتخذ قرار إنتاج المسلسل متأخّراً، بعد العمل على الفكرة لتخرج بالشكل الذي أراده، «بالتعاون مع المخرج، ومجموعة كتّاب اشتغلوا على السيناريو والحوار، الذي عالجه درامياً الكاتب مروان قاووق»، من دون أن يبدي قلقة تجاه ضيق الوقت. فهو يرا أن الفترة الزمنية الباقية حتى حلول شهر الصوم «كافية» لإنجاز التصوير والعرض.
الممثلة الشابة روزينا لاذقاني تشير في حديثها لـ«الأخبار» إلى أنّ دور «جوريّة» يحمّلها «مسؤولية كبيرة»، وتجتهد لتقديمه، وتساعدها على ذلك «قوّة الشخصيّة. فهي تربّت وسط ظروفٍ قاسية بين الرجال، إضافة إلى مشروعية الحق الذي تطالب به»، لكنّ هاجس «جوريّة» الأكبر بالانتقام لأمّها «لا يجعل منها شريّرة».
من جهته، يوضح المخرج تامر إسحاق حرصه على تقديم «صورة جيّدة، وحكاية مسليّة، تعتمد على التشويق، ولا تخلو من الرومانسية، وقصص الحب». أمّا الأسلوب الإخراجي الذي ينتهجه، فهو أقرب إلى «الكلاسيكية التي يحبّها جمهور هذه الأعمال، ولا تحتمل التجريب، أو اللمسات الزائدة عن الحاجة». هكذا، يعتمد إٍسحاق «البساطة في الشكل، والأزياء، والماكياج، باستثناء بعض الشخصيّات، كما شخصية «إبراهيم»، باعتبارها تمرّ بتحوّلات كبيرة».
خلال زيارتنا لكواليس «صدر الباز»، يلفت صنّاعه مراراً إلى أنّ حكاية «جوريّة» التي ربّاها والدها في السجن، مستوحاة من قصّة حقيقية، لسيّدة دمشقية، لا تزال على قيد الحياة، وعمرها حالياً نحو 95 عاماً.

* وتجدر الإشارة إلى أنّ العمل يضمّ أيضاً على قائمة أبطاله: أسعد فضّة، وسلمى المصري، ومحمد حداقي، ووفاء موصللي، وزهير رمضان، وناهد حلبي، وروعة ياسين، ومحمد خير الجرّاح، وفايز قزق، وغادة بشور...