بعد أسابيع من الممانعة الإيرانية لأيّ تقارب مع الولايات المتحدة، والتي تجلّت بأبهى صورها خلال مؤتمر شرم الشيخ، أبدت إيران، أمس، بعضاً من الليونة عندما أعلنت موافقتها على عرض أميركي للحوار، قُدّم لها عبر السفارة السويسرية في طهران، شرط حصره بالقضايا المتعلّقة «بالعراق فقط».وسارع البيت الأبيض إلى الترحيب بالخطوة الإيرانية، مؤكداً على أنّ المحادثات ستبدأ خلال أسابيع، في إطار لقاءات تعقد في بغداد على مستوى السفراء. ومن خلال وضع المعضلة النوويّة الإيرانيّة جانباً، تكون «القناة العراقيّة» قد أمّنت مدخلاً لانفراج مرتقب بين العدوّين اللدودين منذ نحو 27 عاماً، يترقب كثيرون انعكاساته على بؤر التوتر المتعددة في المنطقة، وبينها لبنان.
ويبدو أنّ العراق، الذي تبلورت أمس ملامح «المخاض السياسي الجديد» الذي يتوقع أن يشهده خلال الأيام المقبلة، سيحظى بحصة الأسد من «الانفراج» المرتقب، وخاصة أنه يشهد حراكاً سياسياً، ليس أقله تأكيدات صدرت عن مجموعة من قيادييه لانصهار مرتقب لجبهتي «التوافق»، بزعامة عدنان الدليمي، و«الائتلاف الموحّد»، بزعامة عبد العزيز الحكيم، في تركيبة برلمانيّة «وطنيّة»، وإعادة ترتيب للبيت الشيعي، تمثل في اختيار حزب «الدعوة الإسلامي» نوري المالكي أميناً عاماً له خلفاً لابراهيم الجعفري، وتغيير «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية» لاسمه واستبداله بـ«المجلس الأعلى الإسلامي العراقي». لكن نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي حرص على نفي أن تكون التغييرات المقبلة ذات طبيعة «انقلابيّة»، وإن شدّد على أنّها «ستضرب في عمق العملية السياسية وجذورها».