غزة، رام الله، القاهرة ــ الأخبار
بلورت إسرائيل بوضوح أمس دورها في الصراع الداخلي الفلسطيني، الذي دخل مرحلة شديدة الخطورة تهدد باستحالة استمرار «التعايش السياسي» بين حركتي «فتح» و«حماس»، التي اتهمتها الرئاسة الفلسطينية بتدبير محاولة لاغتيال الرئيس محمود عباس، الذي أرجأ زيارته إلى غزة «خوفاً على حياته». (التفاصيل)
وبدا واضحاً أن الدولة العبرية، التي تحاول تجنّب استدراجها إلى «مستنقع» غزة، قد حسمت أمرها بضرب «كتائب عز الدين القسام» والقوة التنفيذية، في قرار عبّرت عنه أمس بسلسلة غارات أودت بحياة خمسة شهداء، أوحت «حماس» بأنها نُفّذت بالتنسيق بين إسرائيل والأجهزة الأمنية الفلسطينية. وكشفت مصادر مقرّبة من الرئاسة الفلسطينية عن تسلّم الأخيرة لائحة اغتيالات أعدتها إسرائيل لتصفية قادة فلسطينيين، تضم أسماءً من قادة الصف الأول، بينهم القياديان في «حماس» محمود الزهّار وسعيد صيام والقياديان في «الجهاد» خالد البطش ومحمد الهندي.
في هذا الوقت، استمرت الاشتباكات الداخلية بين «فتح» و«حماس» أمس، وإن بوتيرة أخف، إذ سُجّل مقتل ستة فلسطينيين. وكان يُفترض أن يصل عباس إلى غزة أمس لبلورة اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، إلا أن الزيارة لم تتم «لأسباب تقنية»، حسبما أعلنت الرئاسة الفلسطينية.
إلا أن مصدراً فلسطينياً رفيع المستوى قال إن عباس أرجأ زيارته بعد كشف محاولة لاغتياله من جانب «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لـ«حماس». وأوضح أنه «تم اكتشاف نفق ضخم تحت شارع صلاح الدين في غزة وفيه كمية كبيرة من المتفجرات، وقد حفرته كتائب القسام في الطريق التي يمر منها عباس لدخول غزة».
في المقابل، نفى المتحدث باسم «كتائب القسام» ابو عبيدة هذه المعلومات. وقال إن «هذا التصريح يأتي لتسميم الأجواء ومحاولة لحرف الأنظار عن المعركة الجارية الآن في غزة من جانب الاحتلال». وأضاف «إذا كانت أنفاق فهي لمقاومة الاحتلال ونحن نستغرب هذه الادعاءات».
وكان مصدر قريب من عباس قد أكد أن الأخير «لا يرغب في التوجه الى غزة قبل أن تلتزم حماس فعلياً وقف إطلاق النار».