سارعت الولايات المتحدة، أمس، إلى إعلان عزمها على الاستجابة لطلب الحكومة تقديم مساعدات عسكرية عاجلة لتعزيز قدرات الجيش في المواجهات مع عناصر «فتح الإسلام» في مخيم نهر البارد، محذرة في الوقت نفسه دمشق من أي محاولة لعرقلة إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين في اغتيال الرئيس رفيق الحريري.وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس «يحق للبنان السعي إلى حماية شعبه وفرض احترام سيادته ونحن ندعم، لذلك، كثيراً جهود حكومة (الرئيس فؤاد) السنيورة»، مشيرة إلى أنها «قلقة على لبنان حيث تواجه حكومة السنيورة عدواً متطرفاً شرساً».
أما المتحدث باسم البيت الابيض طوني سنو فقال من جهته «لن نتسامح مع أي محاولة من جانب سوريا أو مجموعات إرهابية أو أي طرف، تهدف الى تأخير أو عرقلة جهود لبنان لترسيخ سيادته أو تحقيق العدالة في قضية الحريري». لكن سنو أوضح أنه «ليس بإمكانه القول ما إذا كانت سوريا تقف وراء المعارك في محيط مخيم نهر البارد الفلسطيني في شمال لبنان»، مشيراً «أن من يقفون وراء الهجمات الاخيرة يرمون الى هدفين هما تقويض أمن لبنان وتحويل الأنظار الدولية عن جهود إقامة المحكمة الخاصة للبنان».
كذلك أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك أن بلاده تدرس طلب مساعدة عسكرية عاجلة من الحكومة اللبنانية، مذكّراً بأن الولايات المتحدة سبق أن قدمت مساعدات كهذه بقيمة 40 مليون دولار خلال 2006 وخمسة ملايين دولار إضافية خلال 2007.
وفي السياق، دعا مجلس الجامعة العربية، خلال اجتماع على مستوى المندوبين في القاهرة أمس، إلى تقديم دعم عسكري للجيش اللبناني. وقال المندوبون، في بيان عقب الاجتماع، «إن مجلس الجامعة يوجه الشكر للدول العربية التي قدمت مساعدات وتجهيزات عسكرية لدعم الجيش والقوى الأمنية اللبنانية. ويدعو إلى ضرورة مواصلة الدعم من الدول العربية، ولا سيما في الظروف الأمنية المستجدة التي يمر بها لبنان».
ودان المجلس «الأعمال الإجرامية والإرهابية التي اقترفتها المجموعة الإرهابية المسماة فتح الإسلام ضد الجيش والقوى الأمنية اللبنانية والمواطنين الأبرياء، وهي لا تمت إلى القضية الفلسطينية أو الإسلام بصلة».
وفي باريس، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتييه اللبنانيين الى «مقاومة محاولة الترهيب»، مشدداً على استعداد باريس «لمساعدة اللبنانيين إذا طلبت الحكومة ذلك».
وفي نيويورك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجدداً الى وقف «الهجمات الإجرامية» على الجيش اللبناني شمال لبنان. وقالت المتحدثة باسمه، ميشال مونتا، في بيان، إن الأمين العام أجرى اتصالات بكل من وزيري الخارجية السوري وليد المعلم والسعودي الأمير سعود الفيصل للمساعدة في تهدئة الأمور.
وذكرت الوكالة السورية للأنباء (سانا) أن المعلم أوضح لبان أن «قادة تنظيم فتح الإسلام مطلوبون لدى أجهزة الأمن السورية، وأن نشاطات هذا التنظيم لا تخدم قضية الشعب الفلسطيني وعبّر في الوقت نفسه عن قلق سوريا البالغ إزاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة التي يعيشها سكان المخيم».
وفي طهران، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني قوله إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترى أن أي إجراء يمس أمن واستقرار لبنان، أمر خطير ولا يمكن قبوله». وعبّر حسيني عن قلقه «تجاه الأوضاع الإنسانية في مخيم نهر البارد»، مشيراً إلى «ماضي مؤامرات الكيان الصهيوني في إثارة الفتن وإشعال النزاعات الداخلية».
وفي موسكو، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين «إن ما يجري في لبنان يدعو إلى القلق». وأشار إلى أن من يقوم بالتفجيرات في بيروت «يسعى إلى تسعير الوضع في لبنان وزعزعة الاستقرار»، داعياً الحكومة اللبنانية والقوى السياسية الأساسية إلى «التعاطي مع الوضع القائم ببرودة أعصاب كافية».
(أ ف ب، أ ب، رويترز، يو بي آي)