ميــــركل وبيلــــوسي اليـــوم في بيــــــروت... وبـري يلتقـــي الحريـــــري «خــلال يوميـــــن»
عشية الزيارة المرتقبة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي إلى بيروت اليوم، أعلن قادة 14 آذار أنهم سيستنفدون “السبل الدستورية” لإقرار المحكمة الدولية قبل اتخاذ “الخطوات الآيلة” إلى تحققها، وسط معلومات عن نوايا تصعيدية تبدأ في ساحة النجمة غداً بتجمع لنواب الأكثرية، يليه توقيع عريضة، ترفع في وقت لاحق إلى الأمم المتحدة، تطالب بجلسة نيابية قد تُعقد في فندق “البريستول” أو مجمع “البيال”، إذا لم يستجب الرئيس نبيه بري.
وقال قادة 14 آذار، في بيان صدر عقب اجتماع عقد مساء أمس في قريطم برئاسة النائب سعد الحريري العائد من تركيا، إن قمة الرياض العربية دعمت “الشرعية في لبنان ممثلة بحكومة الرئيس فؤاد السنيورة” وتمسكت “بقيام المحكمة الدولية” لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري.
وأضاف البيان “إن قوى 14 آذار، التي تسعى منذ البداية لإقرار معاهدة المحكمة الدولية بالاتفاق بين الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة ولإبرامها في المجلس النيابي، تحذر من مواصلة سد أبواب المجلس أمام مناقشة هذه المعاهدة والتصويت على إبرامها، وتحمّل كل من يقف وراء تأخير اجتماع ممثلي الشعب اللبناني المنتخبين المسؤولية الكاملة عن أي نتائج سوف تترتب على مثل هذا التصرف المنافي لأبسط قواعد الديموقراطية والمعرقل لانتظام الحياة الدستورية في أم المؤسسات في لبنان”.
وتابع البيان “طلبت قيادات 14 آذار من الأكثرية النيابية استنفاد كل السبل الدستورية لإبرام معاهدة المحكمة الدولية في المجلس النيابي والقيام بكل الخطوات الآيلة إلى تحقيق هذه النتيجة التي تحمي لبنان ومصالحه ومصالح شعبه”.
ويستعد نواب الأكثرية للتجمع غداً في بهو مجلس النواب لتوقيع عريضة تطالب الرئيس بري بالدعوة إلى عقد جلسة نيابية عامة تخصص لإقرار مشروع قانون إنشاء المحكمة الدولية تحت طائلة الإقدام على عقد جلسة كهذه برئاسة نائب رئيس المجلس فريد مكاري، إذا لم يستجب لمطالبهم.
وتفاوتت المعلومات لدى نواب 14 آذار عما سيكون عليه التحرك الأسبوعي في جولته الثالثة غداً، وسط ترجيحات باحتمال توقيع عريضة نيابية ابتداءً من الغد ترفع لاحقاً الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وتبرر لاحقاً الاجتماع النيابي الذي تهيّئ له هذه الأكثرية برئاسة مكاري لإقرار نظام المحكمة، بذريعة أن بري يقفل المجلس أمامها ولن يدعو الى مثل هذه الجلسة في ساحة النجمة ما سيضطرها الى عقدها إما في فندق “البريستول” أو في مجمع “البيال”. ويتوقع أن يحضر نواب من المعارضة إلى مجلس النواب ليتكرّر مشهد الثلاثاء الماضي.
وعلمت “الأخبار” أن لجنة رباعية ضمت النائبين سمير فرنجية ووليد عيدو والنائب السابق فارس سعيد ورابعاً قد يكون النائب بطرس حرب، هي التي وضعت النص شبه النهائي للعريضة التي سيقرها لقاء قريطم ويوقعها نواب الأكثرية.
وربطت مصادر مطلعة بين التحرك النيابي غداً ودعوة الرئيس فؤاد السنيورة حكومته الى الاجتماع بعد ظهر اليوم نفسه، وإن كانت مصادر مقربة من وزير العدل شارل رزق قد أكدت لـ“الأخبار” أن الجلسة لن تتناول ما يتصل بالمحكمة لا من قريب ولا من بعيد إلا إذا تناولها السنيورة من الناحية السياسية والتشريعية تكملة لما سيشهده المجلس النيابي قبل الظهر.
في المقابل، رد بعض القياديين في المعارضة طاعنين بدستورية خطوة كهذه باعتبار أن صلاحية الدعوة إلى عقد الجلسات النيابية منوطة حصراً برئيس المجلس دون سواه.
بري
ونقل زوار الرئيس بري عنه قوله أمس إنه سيلتقي الحريري خلال يومين، معرباً عن اعتقاده بأن نواب الأكثرية سيتجمعون غداً في مقر المجلس، لكنهم لن يقدموا على عقد جلسة نيابية لأنهم يدركون أن في ذلك مغامرة يمكن أن تؤدي الى تفجير سياسي كبير. كما شدد على أن داعمي الأكثرية لم يأذنوا لها بالقيام بتحرك بهذا الحجم.
وأضاف بري، لزوّاره، ان المساعي الجارية لحل الأزمة دخلت في مرحلة جمود. وقال إنه سعى بقوة لاقتناص حل من أجل مصلحة البلاد و“كانت النتيجة أن الأكثرية خربت هذا المسعى متلطية بالأميركيين الذين يريدون إبقاءها ورقة في أيديهم في انتظار مؤتمر اسطنبول وغيره من المحطات التفاوضية الأميركية حول مستقبل وضعهم في العراق والمنطقة”، مشدداً على “أن الأكثرية ستندم لأنها ضيّعت فرصاً عديدة لحل الأزمة بينها وبين المعارضة”.
وعلمت “الأخبار” أن اتصالاً هاتفياً تم بين بري والسفير السعودي عبد العزيز خوجة، الذي عاد من الرياض أول من أمس. كما يتوقع أن يحصل لقاء بينهما يتشاوران خلاله في نتائج القمة العربية، وخصوصاً في ما جرى على هامشها عن الأزمة اللبنانية.
في هذا الوقت، تترقب الأوساط السياسية مجموعة مواقف سيعلنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله غداً، في خلال احتفال يقيمه الحزب في ذكرى المولد النبوي الشريف، على أن تكون للرئيس بري مواقف مماثلة في اليوم التالي خلال حوار تجريه معه قناة الـ“إن. بي. إن”.