في موقف جديد على السياسة الإسرائيلية الرافضة لعقد مؤتمر دولي للسلام، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس استعداده للمشاركة في قمة “مع كل الزعماء العرب” لمناقشة مبادرتهم السلمية، التي لم يفصح صراحة عن موافقته عليها، في ظل أنباء عن ضغوط مصرية ـــ أميركية على تل أبيب للقبول بالتفاوض مع العرب.وقال أولمرت، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في القدس المحتلة، “أعلن بهذه المناسبة لقادة الدول العربية أنه إذا ما دعا الملك السعودي (عبد الله) الى اجتماع للدول العربية المعتدلة ودعاني مع الرئيس الفلسطيني (محمود عباس) لعرض الأفكار السعودية علينا، فسأتوجه للاستماع إليها وسأعرض أفكارنا بسرور”. وأضاف “أدعو جميع قادة الدول العربية، بمن فيهم بالطبع الملك السعودي، الذي اعتبره قائداً مهماً جداً، الى إجراء محادثات معنا”.
ورأى أولمرت أنه “ليس مهماً أن يكون ما سيقولونه وما سنقوله متطابقاً في المرحلة الراهنة، لكن مجرد عقد مثل هذا الاجتماع، الذي سيتيح لهم ولنا عرض أفكارنا يستحق بالتأكيد العناء”.
وأعرب أولمرت عن تشجعه من “حقيقة أن دولاً عربية معتدلة، وعلى رأسها السعودية التي هي دولة مهيمنة جداً في العالم العربي، تريد إجراء عملية فعالة من التحاور والاتفاق بيننا وبين الفلسطينيين”. وأضاف “هناك تغيير في أنماط التفكير وفي الاستعداد للاعتراف بإسرائيل كدولة موجودة، وهذه خطوة لا أستطيع ألا أن أقدرها”.
وتزامن الموقف الإسرائيلي مع كلام لدبلوماسيين، نقلت تصريحاتهم وكالة “رويترز” من القدس المحتلة، أشار إلى أن الولايات المتحدة ومصر تطالبان اسرائيل بسرعة البدء في إجراء محادثات مع لجنة تضم دولاً عربية في شأن كيفية المضي قدماً في عملية السلام.
وقال الدبلوماسيون أنفسهم إن واشنطن والقاهرة اقترحتا، خلال محادثات مطلع الأسبوع مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ومسؤولين إسرائيليين آخرين، أن توافق إسرائيل على المشاركة “بأسرع ما يمكن” في اجتماع مع مجموعة العمل، التي أقرتها القمة العربية لترويج المبادرة العربية.
وقال دبلوماسي “ستتحدث دول الجامعة العربية إلى إسرائيل بشكل رسمي وعلني وبصفة جماعية”، واصفاً الجهود بأنها غير مسبوقة في مدى نطاقها.
من جهة ثانية، قال أولمرت إن إسرائيل لا تخطط لمهاجمة سوريا في موازاة هجوم محتمل للولايات المتحدة على إيران. وأضاف إن التصريحات عن وجود خطة أميركية لمهاجمة إيران بالتنسيق مع إسرائيل “هي شائعات كاذبة لا أساس لها وآمل ألّا يعمل أحد بالاستناد إلى شائعات لا تستند إلى الواقع بهدف القيام بخطوات قد تقود من دون سبب إلى صدام عنيف”.
إلى ذلك، ذكرت إذاعة “القناة السابعة” الإسرائيلية أن أولمرت رفض طلباً للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، خلال زيارته لإسرائيل، بنقل ملف مزارع شبعا إلى المنظمة الدولية، مكرّراً الموقف الإسرائيلي الرسمي القائل إنه “ما دام لبنان وسوريا لم يتفقا على ترسيم الحدود بينهما، بما في ذلك داخل منطقة مزارع شبعا، فإن إسرائيل لن تتطرق إلى القضية”.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، د ب أ)