باريس ـ بسّام الطيارة
لم يقتصر القلق من زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى دمشق، التي وصلتها أمس، على واشنطن والرئيس الأميركي جورج بوش، بل بلغ باريس، التي استعارت العبارات الأميركية عن “الإشارات الخاطئة” التي قد ترسلها.
وبينما كانت قدما بيلوسي تطآن أرض مطار دمشق الدولي، كان الرئيس الأميركي يخصص لها جزءاً من مؤتمره الصحافي في واشنطن على اعتبار أن اجتماعها مع الرئيس السوري بشار الأسد، المقرّر اليوم، “سيحمل حكومة الأسد على الاعتقاد بأنها جزء من النسيج العام للمجتمع الدولي”. وأضاف أن مسؤولين أميركيين وأوروبيين زاروا الأسد “ولم نر حتى الآن أيّ تطور”.
في المقابل، أضفت زيارة بيلوسي إرباكاً على الديبلوماسية الفرنسية. ولم يتردد مصدر موثوق في باريس في الاستعانة بعبارات بوش للإجابة على موقف باريس من هذه الزيارة، فهي برأي فرنسا “تعطي إشارات خاطئة لدمشق”.
وامتنع المتحدث المساعد في وزارة الخارجية دونيس سيمونو عن التعليق على الزيارة، إلا أنه لم يستطع إلا أن يشير إلى موقف الناطق الرسمي في وزارة الخارجية الأميركية “الذي انتقدها”. وقال إن السياسة الفرنسية ليست “مصطفة وراء السياسة الأميركية في ما يتعلق بالموقف من دمشق”، مشدداً على أن العاصمتين تعملان معاً على هذا الموضوع وأن “لديهما مطالب متشابهة” من سوريا “تتمثل في المزيد من التعاون لإعادة الاستقرار إلى المنطقة”.
ورغم هذه التصريحات يقول مصدر ديبلوماسي أوروبي إن “باريس متضايقة من زيارة نانسي أكثر من تضايق واشنطن”. ويفسر المصدر هذا الإحراج بـ“أن باريس ستكون بعيدة عن مواقع القرارات الحاسمة خلال فترة الانتخابات وتتخوف من أن يخضع بوش لمطالب لجنة بيكر ـــــ هاميلتون ليستطيع تمرير ميزانية الجيش في الكونغرس” (تفاصيل ص 20).