يبدو أن المغرب العربي بات في عين «عاصفة الإرهاب»؛ فغداة التفجيرات الانتحارية الأربعة في الدار البيضاء، كانت الجزائر أمس على موعد مع ثلاثة تفجيرات مشابهة حصدت 23 قتيلاً و162 جريحاً، أعلن تنظيم «القاعدة» مسؤوليته عنها.وقالت السلطات الجزائرية إن اعتداءين نفذهما انتحاريون بثلاث سيارات مفخخة أوقعا 23 قتيلاً و162 جريحاً، بحسب حصيلة غير نهائية. وأوضحت أن الاعتداء الأول استهدف القصر الحكومي في وسط الجزائر، فيما نُفذ الثاني بسيارتين مفخختين أحدثتا أضراراً جسيمة في محطة الكهرباء ومركز الشرطة في باب الزوار، الحي الشرقي للعاصمة على طريق مطار الجزائر الدولي، بالقرب من إحدى أكبر جامعات البلاد.
وبحسب الدفاع المدني الجزائري، فقد أوقع اعتداء القصر الحكومي 12 قتيلاً و118 جريحاً، والاعتداء على مركز الشرطة في باب الزوار 11 قتيلاً و44 جريحاً.
إلا أن تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب»، الذي أعلن تبنيه لتفجيرات الجزائر في بيان على الإنترنت ونشر صور ثلاثة انتحاريين قاموا بتنفيذها بواسطة سيارات مفخخة، قال إن الاعتداءات أوقعت « 53 قتيلاً على الأقل».
وجاء في بيان «القاعدة» أن الاعتداء الذي استهدف القصر الحكومي نفذه الانتحاري معاذ بن جبل، الذي قاد سيارة فخخت بـ 700 كيلوغرام من المتفجرات «وأوقع 45 قتيلاً وعدداً مجهولاً من الجرحى ودمّر قسماً من المبنى».
وأضاف البيان أن الانتحاري الزبير أبو ساجدة قاد شاحنة مماثلة واقتحم مقر الإنتربول في باب الزوار، «فدمره وقتل على الأقل ثمانية من المرتدين». وتابع أن اعتداءً ثالثاً استهدف «مقر القوات الخاصة للشرطة» في باب الزوار، على طريق مطار الجزائر الدولي، ونفذ بواسطة سيارة فخخت بـ500 كيلوغرام من المتفجرات وقادها الانتحاري أبو دجانة.
وندد رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز بلخادم بالتفجيرات، ووصفها بأنها «أعمال إجرامية وجبانة ارتكبت في وقت يطالب فيه الشعب الجزائري بالمصالحة الوطنية».
كما نددت حركة مجتمع السلم الجزائرية (جماعة الإخوان المسلمين) بالتفجيرات. ووصف رئيس الحركة أبو جرة سلطاني، الذي يشغل منصب وزير دولة، التفجيرات بأنها «عمل إرهابي».
وفي واشنطن، قال البيت الأبيض إنه يتعاون مع السلطات الجزائرية والمغربية لكشف الجهة المسؤولة عنها.
وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن عمل «إجرامي يثبت مجدداً أن الإرهاب لا جنسية له ولا دين ويشكل أحد التحديات الرئيسية للمجتمع الدولي».
أما الرئيس الفرنسي جاك شيراك فشدد على «تضامن فرنسا العميق» مع الجزائر، ومثله فعل رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو.
وأعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، في بيان، أن الجامعة دانت «بشدة التفجيرات الإرهابية» التي وقعت في المغرب والجزائر.
وتأتي تفجيرات الجزائر غداة مقتل أربعة انتحاريين في الدار البيضاء، حيث فجّر ثلاثة منهم أنفسهم حتى لا تعتقلهم الشرطة، فيما قتل رجال الأمن الرابع.
وأعلن مصدر في الشرطة المغربية أمس أن قوات الأمن تلاحق عشرة أشخاص يشتبه في أنهم انتحاريون في الدار البيضاء «هم شديدو الخطورة لأنهم على استعداد لتفجير أنفسهم كما فعل أولئك بالأمس (الثلاثاء)».