strong>عــون: الاستحقــاق الرئــاسي متــروك لآخــر الوقــت ولا نريــد موظفــاً عنــد الحريــري
بينما كان الجميع يكثر الأحاديث العلنية عن زيارة مساعد الشؤون القانونية للأمين العام للأمم المتحدة نيكولا ميشال، شُغل الوسط السياسي حتى ساعات المساء بمتابعة المعركة القاسية التي شهدتها نقابة المهندسين في بيروت، والتي حاول فيها تيار «المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي دعم «القوات اللبنانية» بوجه التيار الوطني الحر، لكن النتيجة النهائية جاءت فوزاً لمرشحي التيار الوطني وخسارة مرشحي «المستقبل» و«القوات». وأظهر فرز الأصوات حصول مرشحي التيار الوطني على 65 في المئة من أصوات المسيحيين الذين بلغت نسبة مشاركتهم الإجمالية 43 بالمئة.
في هذه الأثناء اتهم العماد ميشال عون السلطة بأنها «تتصرف كعصابة وأن ممارساتها تستوجب الثورة عليها لكننا ننبذ العنف». وأكد أن المعارضة حققت ما هو أهم من التغيير الحكومي، وهو «منع الفتنة التي لوّح بها فريق السلطة، حماية موقع رئاسة الجمهورية ومنعهم من وضع يدهم عليها، منع تصفية المقاومة، كما نال الشعب حقه في التعبير».
وأوضح عون أن حكومة الوحدة الوطنية يجب أن يكون التمثيل فيها على أساس التمثيل في المجلس النيابي «وعليه فإن الصيغة الصحيحة لها هي 17 ــــــ 13 ولكن السيد حسن نصر الله تنازل كثيراً». وكشف أن لديه مبادرة كان قد طرحها خلال جلسات الحوار، مشيراً إلى أنه سيطرحها «عندما يصبح فريق السلطة مستعداً لكي يسمع». متسائلاً «هل من يقول إن مشاركتنا في الحكم انتحار وقتل جديد للرئيس رفيق الحريري، يريد التفاهم؟».
وفي موضوع رئاسة الجمهورية قال عون إنه متروك إلى ربع الساعة الأخير، مضيفاً: نريد رئيس جمهورية لكل لبنان لا موظفاً عند آل الحريري». وشدد على أن نصاب جلسة انتخاب الرئيس هو الثلثان على الأقل حسب العرف وأي طرح آخر معيب ووقح.
نقابة المهندسين
وبعد معركة تميّزت باستعدادات لوجستية استثنائية وحماوة في المواجهة بلغت حدها الأقصى مع استقدام قوى 14 آذار نحو 900 مهندس من دول الخليج لدعم مرشحيهم، وسط طغيان الطابع السياسي على الطابع النقابي، مُني فريق السلطة بهزيمة ساحقة تمثلت بخسارة مرشح «المستقبل» شعلان صنديد ومرشح «القوات» نبيل أبو جودة. وجاء فوز هيامي الراعي عن لائحة 14 آذار دلالةً على حضور متخرجي الجامعات اللبنانية القوي في الانتخابات، حيث نسب فوز الراعي إلى دعمهم له، بمعزل عن الخلفية السياسية التي يمثلها.
وجاءت نتائج الفرع الثالث ـــــ كهرباء محسومة سلفاً لمصلحة المعارضة بعد أن فازت بكامل مقاعدها الخمسة في الانتخابات التمهيدية التي جرت في 4 آذار الماضي. وبرز فوز أحمد العبد الله على لائحة المعارضة وهو وجه مستقل من إقليم الخروب.
وعلى المستوى المسيحي فإن فوز التيار الوطني الحر بمقعدين يثبت قوة حضوره السياسي. وأكد القيادي البارز في التيار حكمت ديب لـ« الأخبار» أن التيار «حصل على 65% من أصوات المسيحيين الذين شارك 43% منهم في الانتخابات فيما يمثل الآخرون مجتمعين 35 في المئة».
أما النقيب سمير ضومط، فرفض «اعتبار الانتخابات هزيمة لقوى 14 آذار لأن نتائج انتخابات الشمال وتقارب الأصوات بين الفائزين وأول الخاسرين في انتخابات بيروت تؤكد أرجحية قوى 14 آذار على المستوى الوطني». وأعلن في اتصال مع «الأخبار» أن «القوات» وحزب الله قدما طعناً بنتائج الانتخابات لأن نظام الفرز الالكتروني الذي تعتمده النقابة يسمح للخاسر بفارق أقل من 1% بأن يطالب بإعادة الفرز يدوياً، وهذا الأمر من المقرر أن تبتّه لجنة الإشراف على الانتخابات».
وكانت صناديق الاقتراع قد شهدت إقبال 10017 مهندساً من أصل 22000 مسددين اشتراكاتهم ويحق لهم الاقتراع. وتوزعوا على 22 صندوقاً، أما المرشحون فتوزعوا بشكل أساسي على لائحتي السلطة والمعارضة، وتبادل أطراف النزاع الاتهامات باستخدام وسائل غير مشروعة في استقطاب الأصوات، فذكر موقع القوات اللبنانية على الانترنت أن «حزب الله استعمل وحلفاءه كل الوسائل الممكنة والمال النظيف في الحملة الانتخابية التي كلّفتهم مبالغ طائلة»، فيما أكد الناشط في التيار الوطني الحر سيزار أبي خليل لـ«الأخبار» «أن كل المهندسين الذين اقترعوا شاهدوا بأعينهم مهندسي شركة أوجيه التي تملكها عائلة الحريري وغيرها من الشركات التي تدور في فلكهم الذين استقدموا عبر الطائرات من مختلف دول العالم لكي يدلوا بأصواتهم».
ويقتضي التنويه الى أن موقع القوات اللبنانية على الإنترنت كان الأكثر فاعلية وحضوراً في المعركة بالمقارنة مع موقع التيار الوطني الحر الذي يعد الموقع الالكتروني الحزبي الأكثر فاعلية على الساحة اللبنانية، الأمر الذي يشير إلى انطلاق سباق «افتراضي» محموم بين القوات والتيار، ساحته عالم الانترنت.
وفيما دارت المواجهة بشكل رئيسي على المقعدين الاثنين في الجمعية العامة حيث ترشح 30 مهندساً، إلا أن أربعة منهم يتوزعون مناصفة على اللائحتين خاضوا المعركة. ولم يخلُ مقعد الفرع الخامس (المقاولون والمتعهدون والموظفون) من المنافسة رغم فوز قوى السلطة بكامل المقاعد في المرحلة التمهيدية، فتبنّت قوى المعارضة المرشح بيار جعارة الذي ينتمي إلى الوطنيين الأحرار وتربطه صلة نسب مع آل الجميل، الأمر الذي سمح بخلق حالة تعاطف معه من قبل الأحرار والكتائب وحزب الكتلة وخلق جواً من الانقسام في قوى 14 آذار المسيحية، لكن ذلك لم يسمح له بالفوز مقابل المهندس نزيه بريدي الذي كان يترشح سابقاً بدعم من الوزير إيلي حبيقة وهو حالياً مدعوم من «المستقبل».
وفي طرابلس، جرت الانتخابات التكميلية لنقابة المهندسين لاختيار أربعة أعضاء لمجلسها، وذلك في قاعة معرض رشيد كرامي الدولي، بمشاركة 843 مهندساً من أصل 2300 مسدّدين اشتراكاتهم ويحق لهم الاقتراع. وفازت لائحة 14 آذار بغالبية الأصوات.


النتائج النهائية لانتخابات نقابة المهندسين
الجمعية العمومية: الفائزان رودولف كرم 5029 صوتاً، هيامي الراعي 4864 صوتاً.
الخاسران شعلان صنديد 4820 صوتاً، إبراهيم إسماعيل 4711 صوتاً.
الفرع الثالث ـــــ كهرباء: الفائز أحمد عبد الله 4870 صوتاً. الخاسر شوقي ضو 4749 صوتاً
الفرع الرابع ـــــ الميكانيك: الفائز ربيع خير الله 4946 صوتاً. الخاسر نبيل أبو جودة 4893 صوتاً.
الفرع الخامس ـــــ المقاولون والمتعهدون والموظفون: الفائز نزيه بريدي 5046 صوتاً. الخاسر بيار جعارة 4592 صوتاً.