كان صاحب "حبيبتي فلسطين" يعطر شعره دائماً بكثيرٍ من حبٍّ لفلسطين، وكان يردد أن "فلسطين تعيش في ضمائرنا". عشق عبد الرحمن الأبنودي القدس، وربط بين آلامها وآلام المسيح، فكتب قصيدته الشهيرة «المسيح»: «على أرضها طبع المسيح قدم، على أرضها نزف المسيح ألم، في القدس في طريق الآلام، وفي الخليل رنت تراتيل الكنايس وفي الخلا صبح الوجود إنجيل".
كانت علاقته بالشعراء الفلسطينيين قويةً. أجاد حرفة "الصحبة"، هكذا كان يصفه الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش. آخر مقابلةٍ جمعتهما حملت مشاعر "حميمة" من درويش تجاه الأبنودي: "يا عبد الرحمن علماً أنني لست مغدقاً في الحب، وعواطفي قليلة، لكن لتعلم جيداً أنني أحبك بشكل خاص". أشار كثيرون إلى أنَّ قصيدة درويش "لاعب النرد" كان الأبنودي وراءها ومقصوداً بها. فاز الأبنودي العام الفائت بجائزة محمود درويش (مناصفة مع الرسام عبد الحي مسلّم) وقال عنها بأنه يستحقها "لأنه يستحق محمود درويش" (كان أول شاعر مصري يفوز بالجائزة).
كذلك، لا يخفى على أحد التأثير الكبير الذي تركه استشهاد رسام الكاريكاتور الفلسطيني ناجي العلي على الأبنودي فرثاه بقصيدة مؤثرةٍ قال فيها: «يمّا في عدّودة عدّودة من أقدم خيوط سودا في توب الحزن لا تولولي فيها، ولا تهللي وحطّي فيها إسم واحد مات كان صاحبي يمّا... وإسمه ناجي العلي".
ترك الأبنودي إرثاً عابقاً بالحنين لفلسطين كما في قصيدته "فلسطين" التي غناها الفنان المصري هاني شاكر: «فلسطين.....فلسطين....فلسطين/ ولا اعرف اقول الا فلسطين/مهما غيرتو الأسامي/مهما بدلتو ف كلامي/انا عمري ماغاب من قدامي/اسمك يا فلسطين/ ازاي وفلسطين بايته في احضاني/انسي بلادي ازاي أو هي تنساني/وانا يا فلسطين مش راجع/ الا بالفجر الطالع/ أنا دم شهيد يكتب أناشيد على اسفلت الشوارع/ فلسطين/فلسطين/فلسطين».