القاهرة ــ الاخبار
يبدو أن الكواليس السياسة الشرق أوسطية زاخرة بمحاولات تطبيع إسرائيلية؛ فبعد رسالة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى عدد من نظرائها العرب للاتصال بإسرائيل، كشفت مصادر عربية في القاهرة عن طلب أميركي آخر تمثّل بإشراك الدولة العبرية في اجتماع اللجنتين الرباعيتين العربية والدولية المقرر في شرم الشيخ الشهر المقبل.
وقالت المصادر نفسها، لـ «الأخبار»، إن «الدبلوماسية المصرية أحبطت محاولة أميركية لإشراك إسرائيل في الاجتماع المشترك للرباعيتين الهادف إلى الترويج لمبادرة السلام العربية». وأشارت إلى أن القاهرة «سعت لإقناع الدول العربية الثلاث الأخرى الأعضاء فى اللجنة العربية (الأردن والسعودية والإمارات) بخطورة القبول بالعرض الأميركي لأنه يتضمن عملياً تطبيع العلاقات مع إسرائيل».
وأضافت المصادر أن «واشنطن تريد على ما يبدو أن يختتم الرئيس الأميركي جورج بوش فترة رئاسته الثانية بإنجاز يحققه على صعيد عملية السلام المتعثرة في منطقة الشرق الأوسط عبر إقناع العرب، وخصوصاً من تراهم أميركا بمثابة حلفائها الاستراتيجيين في المنطقة، بقبول فكرة التعامل المباشر مع إسرائيل».
وفي هذا السياق، قال الرئيس المصري حسني مبارك، عقب لقائه الرئيس الفرنسي جاك شيراك في باريس أمس، إنه لن يكون هناك تطبيع للعلاقات بين إسرائيل والدول العربية إذا لم يكن هناك سلام في الشرق الاوسط. وأضاف أن «الشعوب العربية تحاسبنا. وهي ليست نائمة. ولا يمكن أحداً أن يقدم الآن على اقامة علاقات مع إسرائيل والأرض العربية محتلة، لأن ذلك سيؤدى إلى مشاكل كبيرة وسيكون على حساب الأمن والاستقرار فى المنطقة». وتابع مبارك «يمكننا التوصل الى حل عبر المفاوضات»، وخصوصاً حول قضية اللاجئين الشائكة، «لكن لا يمكن التطبيع ثم البدء بمفاوضات».
أما شيراك فأكد من جهته «دعم فرنسا للرئيس الفلسطيني محمود عباس»، وأعرب عن أمله «التوصل سريعاً الى حل لقضية مساعدة الشعب» الفلسطيني، حسبما أعلن المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية جيروم بونافون، الذي أوضح انه «بهذه الروحية سيستقبل (شيراك) محمود عباس» اليوم الثلاثاء.