بـان حصــل من الأســد على تعهّــد بـ«بــذل جهــود»... وخليــل زاد يضــع لبــنان «في أولويّــاته»
توزّعت الاهتمامات الداخلية أمس بين تتبّع محادثات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في دمشق، وتطورات الأزمة بين الموالاة والمعارضة، التي بدا أن معالجتها دخلت في حالة انتظار جديدة حدودها 4 أيار المقبل، موعد انعقاد مؤتمر شرم الشيخ الخاص بالعراق، لما قد يحمله من تطورات على مستوى العلاقات بين واشنطن من جهة وكل من طهران ودمشق من جهة أخرى.
وقد استكملت الأمم المتحدة في دمشق أمس استطلاع المواقف اللبنانية والسورية من موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والذي كانت بدأته الأسبوع الماضي بزيارة الأمين العام المساعد للشؤون القانونية نيكولا ميشال لبيروت باحثاً في احتمالات إقرار هذه المحكمة في المؤسسات الدستورية اللبنانية.
وطلب بان من الرئيس السوري بشار الأسد استخدام «نفوذه» لمساعدة اللبنانيين على الاتفاق على مشروع المحكمة. وقال، لدى مغادرته دمشق مساء امس، «بحثت في مسألة المحكمة بعمق». وأضاف «قال بشار الأسد إن على اللبنانيين أن يقرروا بأنفسهم. لكنه أكد أنه سيبذل جهوداً لتشجيع اللبنانيين على التوصل الى توافق وطني وتأليف حكومة وحدة وطنية». ورأى أن «من المناسب أن يتوصل اللبنانيون الى حل»، مضيفاً «إذا كانوا غير قادرين على ذلك، يجب على الأمم المتحدة ومجلس الأمن أخذ الأمر بالاعتبار».
وأعلن بان أنه ناقش مع الأسد «ضرورة منع تهريب الأسلحة الى لبنان» تنفيذاً للقرار الدولي 1701. وأضاف «شجعت الرئيس الأسد على التوصل الى اتفاق مع لبنان على موضوع الحدود»، مشيراً إلى أن «الرئيس الأسد تعهد تطبيقاً تاماً للقرار 1701».
في هذا الوقت، وفي أول يوم عمل فعلي، وثاني يوم من العمل الرسمي في الأمم المتحدة، علق المندوب الأميركي الجديد زلماي خليل زاد على الموقف الروسي المعارض لإقرار المحكمة بموجب الفصل السابع قائلاً «إن الوقت ليس مفتوحاً في شكل كامل». وأضاف «لبنان من أولوياتي. بالتأكيد ليس لدينا كثير من الوقت. سأتشاور مع الأمين العام والزملاء هنا في شأن الموضوع».
بدوره، قال المندوب الروسي فيتالي تشوركين «إن الحوار في لبنان لا يزال ممكناً، وإن الحديث عن إقرار المحكمة الخاصة عن طريق الفصل السابع لا يزال مبكراً». ورأى أن ميشال «قام بمهمة كبيرة في لبنان، وأن نتائجها لم تظهر حتى الآن»، مشيراً إلى أن زيارته لبيروت «حققت نجاحاً كبيراً».
وأضاف تشوركين، رداً على سؤال لـ«الأخبار» عن مدى هذا النجاح، «إن السياسة لا تعمل بشكل علني بل بطريقة أكثر غموضاً. سترى النتائج قريباً».
الـ17 + 13
وفي غضون ذلك، أكد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، لدى استقباله أمس رئيس مكتب الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني يوسف الرحمة، في حضور السفير السعودي عبد العزيز خوجة، إنه عندما يعود بان الى نيويورك «سيصار الى التشاور معنا من أجل وضع التصور الكامل لعمل لجنة تقصي الوضع على الحدود اللبنانية ـــــ السورية».
وأضاف السنيورة «إن مساعي المملكة العربية السعودية لإيجاد المخارج للأزمة الحالية في لبنان مستمرة»، مشيراً إلى أنه طرح موضوع تأليف حكومة على أساس 17+13 «لأننا نفتش دائماً عن مخارج ووسائل للحل، فعندما طرحت قضية المحكمة طرحت قضية حكومة الوحدة الوطنية، الآن يحاولون القول إن المشكلة هي مشكلة الحكومة... ونحن نقول إن كل المخارج هي بإيجاد حكومة وحدة وطنية، ولكن مبنية على تفاهم سياسي والسياسات الواجب اعتمادها... إذاً دعونا نتفق على هذه السياسات وبعدها يصار إلى العودة للأسلوب العادي وهو الأقلية والأكثرية، في هذه المرحلة يتم الاتفاق على السياسات المبنية على تعهد الالتزام بتنفيذ برنامج زمني لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في هيئة الحوار وفي النقاط السبع، وبالتالي لا تعود هناك مشكلة في موضوع العدد».
الاستقالة أولاً
ورداً على طرح السنيورة هذا، قال ركن بارز في المعارضة، لـ«الأخبار»، «إذا كان جاداً في هذا الطرح فليقدم استقالة حكومته أولاً وبعدها يجري النقاش في البرنامج السياسي للحكومة المقبلة». وأشار الى أن كل المساعي الجارية لا قيمة لها إذا لم يتم التسليم بمبدأ تأليف حكومة وحدة وطنية». وكشف أن «الموالاة تقدم عروضاً سخية من أجل إمرار المحكمة، ولكنها تصطدم بالموقف الحازم للمعارضة المتمثل بتحقيق الشراكة الوطنية الشاملة في القرار من خلال حكومة الوحدة الوطنية».
أما الوزير أحمد فتفت فقال من جهته، في حديث إذاعي، إن الأكثرية إذا وجدت أن هناك «مصلحة وطنية للبنان» في أن تتوجه برسالة جديدة الى الأمم المتحدة «فهي ستفعل، لكن لا أعتقد أنها ستفعل الآن، بل ربما غداً أو في أي وقت، وهذا مرهون بالتطورات السياسية وبمدى قدرة الفريق الآخر على الاستيعاب بأن هناك مصلحة وطنية حقيقية في إعادة فتح المؤسسات وخصوصاً المجلس النيابي».
وعلمت «الأخبار» أن رئيس مجلس النواب نبيه بري سيلتقي اليوم السفير خوجة العائد من الرياض، والذي التقى امس البطريرك نصر الله صفير ومفتي الجمهورية محمد رشيد قباني. وتحدثت مصادر عن أن في جعبة خوجة بعض الأفكار الهادفة الى تأمين استئناف الحوار بين الموالاة والمعارضة.
مخطوفان
وفي سابقة هي الأولى من نوعها منذ الأحداث التي شهدتها محلة الطريق الجديدة في 25 كانون الثاني الماضي، فُقد شابان أحدهما زياد حسين قبلان من الحزب التقدمي الاشتراكي والثاني زياد منير غندور نجل أحد الحزبيين منير الغندور، في ظروف غامضة. وفيما تحدثت مصادر مطلعة عن عملية خطف تعرّض لها الشابان على أيدي أشخاص من آل شمص في منطقة ما بين الشياح وعين الرمانة، عمّمت شعبة العلاقات العامة في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، بناءً على إشارة القضاء المختص، الرسم الشمسي للمفقودين، وهما كل من «زياد حسين قبلان (مواليد عام 1982)، زياد منير الغندور (مواليد 1995)، اللذين غادرا بتاريخ 23 الجاري منزليهما في محلة وطى المصيطبة باتجاه ضبية يستقلان سيارة من نوع «رينو رابيد» رقم 254599/م بيضاء اللون عائدة لشركة بايز للمشروبات وعليها شعار الشركة باللون الأحمر، ولم يعودا حتى تاريخه».
ورفض مسؤول الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس التعليق على الحادث عبر «الأخبار»، لكنه أشار الى معلومات لدى الحزب يعمل المسؤولون على التثبت منها قبل اتخاذ أي موقف.
وليلاً، أفيد عن انتشار عسكري كثيف للجيش اللبناني في مناطق بئر حسن والأوزاعي والجناح، وربطت الإجراءات بين عملية الخطف وتردّداتها.