لم تنجح “دبلوماسية الهاتف”، التي جمعت أمس المديرين السياسيين للدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني، في ردم فجوة الخلاف للوصول إلى صيغة قرار دولي ثانٍ، مع إصرار روسيا والصين على رفض تشديد العقوبات التي تريدها الولايات المتحدة وبريطانيا، وهو ما دفع وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي إلى الإعلان من بكين عن السعي إلى “إيجاد نقطة توازن” بين الموقفين.أما طهران، ورغم تجديد تمسكها بملفها النووي، فقد بدت مشغولة بخط ثانٍ متصل بالملفات المتوترة في المنطقة، ولا سيما مخاطر الفتنة الطائفية والمذهبية، التي بدأت في العراق وباتت تهدد لبنان والعديد من دول المنطقة.
وجولة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد على بعض الدول العربية والإسلامية، التي بدأها منذ يومين في السودان ويستكملها غداً في السعودية وقد تقوده إلى محطات إضافية، تصب في هذا الاتجاه و“تحصين” الموقف الإيراني.
إلا أن هذا التحصين لن يكون مجانياً، فقد ذكر مسؤول سعودي، رفض الكشف عن اسمه، أن “واقعة أن الملك (السعودي) سيلتقيه (نجاد) ستعزز وضع أحمدي نجاد في الداخل (الإيراني) وعالمياً كرجل دولة مسؤول”. وأضاف “وانطلاقاً من المعرفة بأسلوب الدبلوماسية السعودية، لن يعطوه هذه الجزرة من دون الحصول على بعض الضمانات بأنه سيعتمد مساراً عقلانياً”.
ومن المتوقع أن يكون الملف اللبناني في مقدمة مباحثات الرئيس الإيراني في السعودية مع الملك عبد الله، ولا سيما أنه كان جزءاً من مباحثات نجاد في الخرطوم.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، مهر)