فتح لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة “المستقبل” النائب سعد الحريري الأبواب أمام حلول توقع مصدر مطلع أن تكون متناسبة مع متطلبات التسوية الداخلية. وبعد ساعتين ونصف اتفق الرجلان على بيان مشترك يصدر عنهما اليوم، علماً بأنهما تحدثا عن مناخات إيجابية، استوجبت مواصلة المشاورات على مستوى الطرفين، حيث جرت مشاورات بين بري وقيادة حزب الله بينما تحادث الحريري مع الرئيس فؤاد السنيورة وقادة في فريق 14 آذار. وذكر المصدر المطلع أن المناخ التفاؤلي الذي كان سائداً لدى الرئيس بري قوي بعد الاجتماع وأن كوة كبيرة جداً فتحت في جدار الأزمة. وتحدث المصدر عن أساس صالح للبحث تم التوافق عليه بين الجانبين، وأن الحديث يدور عن حل بمرحلتين، وأن ما ظل مجهولاً هو احتمال الانتقال الى السعودية لتلبية دعوة من الملك عبد الله إذا كانت هناك حاجة لرعاية اتفاق على غرار ما تم بين الفلسطينيين في مكة.
وقال المصدر إن الحريري كرر أمام رئيس المجلس استعداده وفريق 14 آذار لاتخاذ قرارات شجاعة في ما خص الثلث الضامن مقابل قرار شجاع من جانب المعارضة بإقرار سريع لمشروع المحكمة الدولية، وترك الأمور الخلافية الاخرى مثل الانتخابات النيابية والرئاسية الى أوقاتها، أو ما يستجد في المرحلة اللاحقة. وان الرجلين اتفقا على متابعة الحوار الثنائي وتفعيل عمل اللجنة المشتركة بينما.
وبينما كان الاجتماع منعقدا في عين التينة كان المعاون السياسي لرئيس المجلس النائب علي حسن خليل يعرب في مقابلة تلفزيونية عن تفاؤله بقرب التوصل الى حل يتيح انجاز وضع حكومي جديد قبل انعقاد القمة العربية نهاية هذا الشهر.
اجواء قبل الاجتماع كانت قد أشارت الى وضوح في مواقف الطرفين من الأزمة واقتراحات الحلول، وان المعارضة طلبت من بري إبلاغ الحريري أنها ليست في وارد التراجع عن مطلبها بصيغة الـ19 + 11 وانها سوف تعود للتمسك بمطلب إجراء الانتخابات النيابية المبكرة، وإلاّ فإنها لا تمانع أن يبقى الوضع على ما هو عليه الى حين انتهاء ولاية رئيس الجمهورية فيكون عندها حل دستوري للوضع الحكومي. وطلبت المعارضة من بري ان يبلغ الحريري ما مفاده ان الاكثرية التي تهدد بإقرار المحكمة الدولية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة “فلتنفذ تهديدها إذا كانت قادرة على ذلك”. كذلك أكدت أنه في ضوء اعتراف رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت الصريح بأن العدوان على لبنان كان مقرراً قبل أسر المقاومة للجنديين الاسرائيليين، فإنها ليست في وارد القبول ببقاء أي وزير متواطئ مع العدوان في الحكومة”، كما كان البحث من الجانب السعودي يركز على مطالبة الفريقين بوقف الخطوات التصعيدية مثل أن تجمد المعارضة خطوة العصيان المدني مقابل توقف الحكومة عن اتخاذ قرارات استفزازية.
وكان الحريري قد مهد لاجتماعه مع الرئيس بري بجولة شملت الرئيس السنيورة والبطريرك نصر الله صفير ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني وآخرين، وقال إن الحل يجب أن يكون “على قاعدة لا غالب ولا مغلوب” وأضاف: “الرئيس بري متفائل وأنا متفائل، والمساعي كلها متجهة إلى التفاؤل، وإن هناك فعلاً ولأول مرة اتجاهاً حقيقياً وصادقاً لنصل إلى الحلول”. وقال: “يجب أن يكون هناك قرار شجاع ولا ننظر إلى الحل بأنه يخدم فريقاً دون آخر، أو أن يستقوي فريق آخر ويعلن بطولة أو ربحاً أو أنه تمكن من أن يغلب الآخر”.