لقاء ثالث عُقد مساء امس بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري في عين التينة، انصرف كل منهما بعده الى مراجعة حلفائه. ورشح لـ“الأخبار” أن لقاء أمس لم يحقق أي اختراقات ملموسة وتركز البحث على تدوير الزوايا، وطُرحت في شأن الحكومة مجموعة أفكار راوحت بين توسيع مساحة الوزراء المستقلين وتأليف حكومة أقل من ثلاثين وزيراً أو تعديل الحكومة الحالية وإبقائها بالحجم نفسه وصولاً الى حكومة مصغرة إذا كانت تحقق التوافق المطلوب.
وقالت مصادر اطلعت على ما دار في اللقاء، إن الحريري أبلغ بري أن لديه بعض الأفكار والنقاط يريد البحث فيها مع حلفائه. ولذا غادر عين التينة بعد اللقاء الى بزمار حيث اجتمع لساعتين مع قائد “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي كان قد التقى السفير الاميركي جيفري فيلتمان خلال النهار.
وأشارت المصادر إلى أن ما استجد امس هو فكرة إدخال قانون الانتخاب الى المرحلة الأولى من الحل.
وكان الحريري قد خاطب المصورين الصحافيين في مستهل لقائه وبري قائلاً: “بشروا اللي قاعدين عميحللوا ويشيعوا أجواء...”. وشاركه بري قائلاً: “تشاؤلية”. وأضاف الحريري: “تشاؤلية بشرورهم، بإذن الله الأجواء منيحة”.
إلا أن اللقاء لم يدفع السنيورة إلى تأجيل جلسة حكومته المقررة اليوم، بل أصر على عقدها بجدول أعمال يتضمن 111 بنداً في مقدمها تشكيل وفد برئاسته الى القمة العربية بمعزل عن رأي رئيس الجمهورية.ولم تستبعد مصادر مطلعة أن يكون إصرار السنيورة على الجلسة مثابة رد فعل على رفض بري طلبه عبر موفد خاص الاجتماع به. وعن لقاءات بري والحريري قال السنيورة: «هذه المناقشات يجب توفير كل العناصر الضرورية لنجاحها، ولكن لا أحد يستطيع أن يقول إنها ستصل إلى نتائج في أيام قليلة».
في هذا السياق توقف العماد ميشال عون أمس عند الحوار الدائر بين بري والحريري فلفت الى أنه «حتى الآن، لم نلمس أكثر من تبادل أفكار بين الأطراف المعنيين”. وقال: “يهمنا حل ثلاثة مواضيع دفعة واحدة، وهي تشكيل الحكومة وليست نسبة مشاركة الموالاة والمعارضة فيها، لأن هذا سيقر قبل البدء بالتفاوض، واللجنة الثانية تهتم بالمحكمة وإقرارها، ولجنة ثالثة تهتم بقانون الانتخابات”.
سولانا
في هذه الأثناء غادر الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن المشترك في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الى الرياض للقاء العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز على أن ينتقل الى دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الأسد غداً.
وقالت مصادر حكومية لـ“الأخبار” إن سولانا حمل الى لبنان “رسالة موحدة” من أوروبا تقول بدعم الحكومة وإقامة علاقات دبلوماسية لبنانية ـــــ سورية واستكمال تنفيذ القرار 1701 وتأكيد استمرار الجهود الدولية لتحرير مزارع شبعا والمحكمة ذات الطابع الدولي، وأنه جاء الى لبنان كي يسمع من بري والسنيورة ما لديهما حيال الوضع الداخلي والمساعدة التي يمكن أوروبا أن تقدمها للبنان كي يتخطى الصعوبات التي يواجهها.
وفي المقابل قالت المصادر الحكومية إن سولانا أكد أنه “سيحمل الى دمشق رسالة موحدة أيضاً هي أن أوروبا لن تجري محادثات ثنائية مع سوريا بل ستتحدث معها كاتحاد اوروبي واحد وبصوت واحد”.
وكان سولانا قد زار أمس بيروت لساعات قابل خلالها الرئيس بري والرئيس السنيورة والنائب الحريري، وتعهد السعي للتوصل الى حل للأزمة اللبنانية. وأوضح أن محادثاته تناولت الوضع الاقتصادي والحكومة والمحكمة ذات الطابع الدولي والوضع في المنطقة والقمة العربية. وقال: “من الجيد حدوث انفراج في الوضع السياسي قبل موعد القمة”. ودعا الى تسوية الأزمة اللبنانية على أساس «لا غالب ولا مغلوب». وقال إنه سيزور سوريا وسيرى ما يمكن عمله لتوطيد العلاقات بين أوروبا وسوريا «لكن علينا إجراء محادثات صريحة لنرى إذا كان سلوك السوريين سيتغير». وأضاف انه سيجري «بكل محبة» محادثات مع الأسد، وقال «نحن في الاتحاد نريد أن تكون علاقاتنا مثمرة مع سوريا».