يبدو أن مهمة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ليست بالسهولة التي كانت تتوقعها، فـ“خطتها للسلام”، التي كان من المقرر أن تعلنها مساء أمس في مؤتمر صحافي أرجئ إلى اليوم، اصطدمت بـ“فيتو” إسرائيلي أعلنه رئيس الوزراء إيهود أولمرت على مفاوضات الحل الدائم، قد يفرغ هذه الخطة، إذا أعلنت، من مضمونها.وكانت رايس قد التقت مجدداً أمس الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي دعا إلى “فتح أفق سياسي”، يبدو إلى الآن مسدوداً، مع ما ذكرته القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي من أن أولمرت وضع “فيتو”، خلال لقائه رايس مساء أمس، على مفاوضات حول الحل الدائم وقيام دولة فلسطينية.
وتطالب إسرائيل بحل للصراع مع الفلسطينيين من خلال خطة خريطة الطريق وتنفيذ الفلسطينيين للمرحلة الأولى فيها، التي تقضي بوقف العنف، ومن ثم الانتقال إلى المرحلة الثانية القاضية بقيام دولة فلسطينية ضمن حدود مؤقتة، وفي المرحلة الثالثة تبدأ المفاوضات على الحل الدائم، التي تشمل القدس واللاجئين والحدود.
أمام هذه المعطيات، لا يبدو تراجع رايس مستبعداً، ولا سيما أنها أبدت ذلك صراحة خلال مؤتمر صحافي مع نظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني، عندما أشارت إلى أنها “لا تسعى بأي شكل من الأشكال إلى فرض نفوذها على مسار الحوار الثنائي بين إسرائيل والفلسطينيين”.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد طرح، خلال لقائه أولمرت أمس، إمكان عقد لقاء “عربي ــــ إسرائيلي” لا سابق له برعاية اللجنة الرباعية في شأن الشرق الأوسط. وأعلن أولمرت أنه مستعد للمشاركة في هذا الاجتماع اذا ما دُعي اليه، غير أن وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل رفض ذلك، مشيراً إلى أن من الأَولى لقاء إسرائيل مع الحكومة الفلسطينية (تفاصيل ص 18-19).