أصرّ القادة العرب، في ختام قمة الرياض، أمس، على “اليد الممدودة للسلام”، الذي وصفوه بأنه “خيار استراتيجي” عربي، رغم الرفض الإسرائيلي المسبق، محذّرين تل أبيب من “مخاطر لا تحمد عقباها”.وشدد نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز على أن الخيار الوحيد المقبول إسرائيلياً يتلخص في مفاوضات مباشرة من دون شروط مسبقة. مفاوضات كانت وزارة الخارجية الإسرائيلية أكثر وضوحاً في تحديد الطرف الثاني فيها، وهو “المعتدلون العرب”.
لكن الموقف الإسرائيلي هذا لم يثن القادة العرب على إطلاق عملية تسويق مبادرتهم للسلام “من دون تعديلات”، وحضّوا إسرائيل والعالم على قبولها، في خطوة رحّبت بها واشنطن، واعتبرتها تطوراً “إيجابيا للغاية”، مشيرةً إلى أنها ستطلب توضيحات من الرياض في شأن وصف الملك السعودي عبد الله للوجود الأميركي في العراق بأنه “احتلال”.
موقف الملك أكّده، أمس، وزير خارجيته الأمير سعود الفيصل، محذراً في الوقت نفسه إسرائيل من “عواقب لا تحمد عقباها” إذا رفضت مبادرة السلام العربية، واصفاً لبنان بأنه “بلد واقف عن العمل”.
وكان لافتاً تحذير القمة من خطر سباق للتسلح النووي في المنطقة، وتأكيدها على حق كل دولة في امتلاك الطاقة النووية للاستخدامات السلمية، في إشارة إلى سعي الدول العربية إلى هذه الطاقة.
وكانت الجلسة الختامية للقمة قد شهدت خطابات مطوّلة للزعماء العرب، كان أبرزها اعتراف الرئيس العراقي جلال الطالباني بأن عملية تحرير بلاده تحولت إلى “احتلال”.
وأكد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، أن سوريا ستستضيف القمة العربية المقبلة. وقال دبلوماسي غربي في الرياض إن استضافة دمشق للقمة يعتبر انقلاباً لمصلحة سوريا.
وفي إطار خطوات المصالحة العربية، عقد الرئيس السوري، أمس، اجتماعاً مع نظيره المصري حسني مبارك، بعد قطيعة دامت أشهراً. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أنه “تم خلال اللقاء استعراض المناقشات الجارية خلال جلسات القمة العربية والعلاقات الأخوية بين البلدين”.