تبنّى الاتحاد الأوروبي أمس البحارة البريطانيين الخمسة عشر المحتجزين لدى إيران، مشيراً إلى أن الأزمة ليست بين لندن وطهران، التي دعته إلى تحييد نفسه في القضية، وطالبت الحكومة البريطانية بالاعتذار لإطلاق سراح الأسرى، ولا سيما بعدما عرض التلفزيون الإيراني اعترافات جديدة لأحدهم، يؤكد فيها اختراق المياه الإقليمية الإيرانية.وطالب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، في إعلان بعد اجتماعهم أمس في بريمن في ألمانيا، بالإفراج فوراً عن البحارة البريطانيين. وأضافوا: “إذا لم يطلق سراح المواطنين البريطانيين في مستقبل قريب، فإن الاتحاد الأوروبي سيتخذ إجراءات مناسبة”.
كما طلب وزراء الخارجية من المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا إبلاغ هذا الموقف الأوروبي إلى الإيرانيين.
وقال سولانا إنه سيحاول التحدث إلى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ليطلب الإفراج عن البحارة، مشيراً إلى أن على طهران “أن تفهم أن هذه ليست مسألة ثنائية مع بريطانيا، بل مسألة بين إيران وكل الاتحاد الأوروبي”.
وكان نجاد قال، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، إنه “خلال السنوات الماضية، انتهكت القوات البريطانية القانون الدولي وعبرت الحدود الإيرانية. ويجب على بريطانيا الاعتذار إلى إيران”، مشيراً إلى أنه سيتعامل بإيجابية مع الطلب التركي للسماح للمسؤولين البريطانيين بلقاء البحارة.
وعرض تلفزيون “العالم” الإيراني أمس مقابلة مع البحار المعتقل ناثان توماس سامرز، قال فيها: «أنا أعتذر بشدة لدخول مياهكم من دون إذن».
وفي رد غير مباشر على الطلب الإيراني، قال رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير إن بلاده ترغب في “مزيد من العزلة لإيران”، داعياً إلى التحلي بالصبر في إدارة الأزمة، التي ليس من المرجح أن تحل سريعاً.
وفي هذا السياق، نشرت الصحف البريطانية استطلاعاً أجراه معهد «يوغوف»، شمل 2042 شخصاً في الفترة من 26 إلى 28 آذار، أظهر أن أكثر من نصف البريطانيين يؤيدون شن عمل عسكري لإنقاذ المحتجزين (تفاصيل صـ 22).