30 كانون الأول 2006 تاريخ سيبقى محفوراً في ذاكرة العراقيين. سيستعيده بعضهم ببهجة، ويتذكّره آخرون بألم وأسى، لكنه لن يغيّر من واقع حالهم شيئاً؛ فالاحتلال سيبقى جاثماً فوق صدورهم، وشلّال الدم، الذي ارتوى خلال العام الماضي وحده بمقتل 12 ألف مدني، سيبقى متدفقاً.ذهب صدام حسين. قضى بحبل مشنقة واجهها بصلابة، كعهده مع العراقيين أيام حَكم بلاد الرافدين بقبضة من حديد. إعدامه جاء، كمحاكمته، مليئاً بالثغرات. حمل «نعرات» تهدد بتأجيج الحرب المذهبية المستعرة أصلاً في العراق، وفوّت على ضحايا نظامه فرصة المفاخرة بالاقتصاص من أول زعيم عربي، كما حرم الغزو الأميركي العراقيين فرصة الاعتداد بإسقاط حاكم بغداد.
سرعة تنفيذ الحكم تثير العديد من علامات التعجب. عدم استكمال المحاكمة في القضايا الأخرى المتهم بها يثير العديد من علامات الاستفهام. قيل ذات يوم إنه يحمل في جعبته الكثير من الأسرار ستطيح، في ما لو كشفت، العديد من الرؤوس. لعلها ذهبت معه.
أما توقيت الإعدام، يوم عيد الأضحى، فقد استدرج موجة من السخط عمّ العالمين العربي والإسلامي، وقد جاء في يوم أعلن فيه سقوط القتيل الأميركي رقم 3000 في العراق.
وتبقى آخر كلمات نطق بها صدّام قبل أن يتدلّى على حبل المشنقة، بينما كان غريمه جورج بوش يغرق في سبات عميق. قال، للعراقيين، «كونوا موحّدين، وأحذّركم من الوثوق بالإيرانيين والمحتلّين».
(التفاصيل)