strong>السـنيورة يمضـي في أوراق «باريـس ـ 3» ودعـم إضـافي له من شـيراك ورايـس
اتهم الرئيس نبيه بري قوى السلطة بأنها تقف وراء تعطيل المبادرات العربية لحل الأزمة الداخلية. وقال لـ“الأخبار” إن فريق 14 آذار يُدخل لبنان في الوحل يوماً بعد يوم، وإنهم يعطلون المبادرات التي تقوم بها السعودية، فيما يبدو أن الحديث عن قرب عودة الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى بيروت رهن ما سوف يحمله من فريق السلطة من جديد لطرحه على قوى المعارضة التي تستعد للدخول في مرحلة جديدة من المواجهة ابتداءً من الاسبوع المقبل.
وقال بري “الأكثرية ترفض وساطة السعودية وما تعنيه هذه الدولة للبنانيين وهي الحريصة على جمع شملهم وعدم التفريق في ما بينهم، فإلى أين نلجأ بعد ذلك.. لم يبق أمامنا سوى جزر القمر”. وأضاف: “ما إن عرفوا بزيارة وفد من حزب الله الى السعودية وعقد اجتماع مع الملك عبد الله حتى أعلنوا الاستنفار ووزعت المهمات، وهبّ النائب وليد جنبلاط مطلقاً تصريحاته النارية التي لم أسلم منها هذه المرة، وهو الذي تجنّب ذلك طوال هذه المدة ومنذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.
واستعاد بري ما حصل العام الماضي حين زار الرئيس السوري بشار الأسد الملك عبد الله واتفق معه على نقاط محددة لحل الأزمة اللبنانية، ويومها قام فريق 14 آذار بهجوم عنيف على المبادرة السعودية ــــــ السورية حتى قضى عليها، ثم عاد النائب سعد الحريري بعد فترة وجيزة واعتذر من المملكة.
ومع ذلك فإن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة وجدت أنه لا شيء يعيق استمرار إقرارها خطوات باسم كل اللبنانيين، وهي عقدت امس جلسة أقرت خلالها
ورقة باريس ــــــ3. ثم بادر الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى الاتصال بعدها بالرئيس السنيورة واطلع منه على قرار الحكومة وأبلغه “دعم فرنسا ووقوفها الى جانب الحكومة اللبنانية الشرعية والدستورية”. وتم الاتفاق على عقد اجتماع تحضيري لمندوبين عن هذه الدول والمنظمات في 10 من الجاري في باريس، وسيحضر عن لبنان وزير المال جهاد أزعور ووزير الاقتصاد سامي حداد وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة”.
وفي واشنطن أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك أن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس قد تشارك في مؤتمر باريس ــــــ3. لكنه قال إن القرار النهائي لم يتخذ بعد، “إلا أنها تميل الى المشاركة”، مضيفاً “ترغب في بذل كل ما في وسعها من اجل المشاركة في مؤتمر باريس”.
وكان السنيورة قد اتصل مساء امس بالأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وتشاور معه في “كل التطورات”. وإذ تردد أن السنيورة طلب من موسى العودة سريعاً الى بيروت ليستأنف المبادرة العربية لإنهاء الازمة بين السلطة والمعارضة، نفت مصادر قريبة منه لـ“الأخبار” ذلك. وأوضحت ان رئيس الحكومة اتصل به ليطلعه على نتائج زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الاستطلاعية لبيروت والافكار التي طرحها من اجل الخروج من الازمة، والمداولات التي أجراها في وقت لاحق مع السفيرين السعودي والمصري عبد العزيز خوجة وحسين ضرار.
في موازاة ذلك أعلن حزب الله رسمياً امس عن زيارة وفده القيادي للسعودية واجتماعه مع الملك عبد الله ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، وقال إن المحادثات “ركزت على الوضع اللبناني الداخلي وأهمية الخروج من المأزق الحالي وارتباط هذا الوضع بالتطورات المحيطة بالمنطقة”.
وأضاف البيان ان وفد حزب الله “عرض رؤيته للواقع اللبناني ومطالب المعارضة الوطنية، وما جرى من أحداث متتالية على الساحة اللبنانية أبرزها صدّ العدوان الاسرائيلي الاخير ومواقف الأطراف منه”. وأكد الوفد “أهمية الوحدة الوطنية ومشاركة جميع الأفرقاء الفاعلين في إدارة شؤون البلاد في إطار المشاركة العملية التي تنهض بالبلد بعد النكسات الكثيرة التي طاولته وفقدان الحكومة الحالية لشرعيتها، وبيّن الوفد انفتاحه على المبادرات والحلول المقترحة محمّلاً الطرف الآخر مسؤولية عدم التجاوب”.
وقالت مصادر كتلة “المستقبل” النيابية إن ما توافر لديها من معلومات عن نتائج اللقاء ضئيل، ولا يشكل معطيات كافية للحكم على مسار الأمور، وان ما يتوافر عن لقاءات بعض السفراء العرب مع قادة المعارضة يدل في وضوح على أن المشاكل العربية العالقة لم تتغير حتى اللحظة، وإن كان حزب الله في بيانه يعكس شيئاً من الانفتاح، وهو على رغم تحميله الحكومة والأكثرية مسؤولية ما وصلت إليه الامور فإن مرد هذا الانفتاح يعود الى انغلاق الاجواء العربية والى انعدام الآفاق لدى فريق المعارضة، وإلى تراجع حجم الخيارات أمامه. وأضافت المصادر عينها انه “في مكان ما لا بد للمعارضة من التراجع عن مطالبها، وعليها التفكير جدياً في العودة الى حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بعد تكبيرها وضم 12 وزيراً إليها”.