strong>رايـس تدرس زيـارة لبـنان قريبـاً وبـري يسـتبق: نريـد دعماً سـياسـياً للحل قبل الدعـم المـالي
“هدنة الأعياد تنتهي يوم الاحد ومن بعدها سوف نباشر حركة تصعيدية لكنها سوف تظل في الإطار السلمي. وأنا أميل الى فكرة الحسم مع هذا الفريق الذي لا يبدو أنه يريد التعامل مع أحد من خارج صفه، وإلا فما هو التفسير المنطقي للاستمرار في حكومة فاقدة لشرعيتها الميثاقية”.
هذا ما قاله العماد ميشال عون لـ“الأخبار” في معرض رده على سؤال عن حركة المعارضة المقبلة. وهو أكد أنه يميل بقوة لأن يكون الشعار الآتي موحّداً على أساس الدعوة الى انتخابات مبكرة لحماية ما بقي في لبنان. وقال إن الاجتماعات التحضيرية للجان المتابعة في قوى المعارضة تقترب من إعلان خطة عمل آخذة في الحساب الوضع الناجم عن ورقة فريق الرئيس فؤاد السنيورة المقدمة الى باريس ــــــ3.
أما الرئيس نبيه بري فقد أبلغ زواره “الأخبار” أنه “يخشى سلوك فريق السلطة. وأبدى خشيته من أن هذا الفريق يدمر كل المبادرات وسوف يندم ندماً شديداً على ما يفعله الآن، ولكن ساعة لا يفيد الندم”.
وأبدى بري استغرابه لـ“هذا الصخب والتجييش الدولي لقصة باريس ــــــ3 بينما كل العالم يعرف أن مساعدتنا الآن تكون في فتح الحوار بين الرياض ودمشق، وهو ما يفكك عقداً كثيرة في أزماتنا. لكنهم يتحدثون عن مؤتمر باريس ونحن نعلم ان كل ما سوف يخرج به لن يساوي ما قدمته السعودية ودول عربية اخرى من مساعدات في الآونة الاخيرة”.
وتساءل بري عن موقف فريق 14 آذار من الوساطات السعودية. وقال “كيف يوفّق هؤلاء بين حرصهم المزعوم على السعودية وعلاقاتها مع جميع اللبنانيين وبين تعطيل كل محاولة لتحسين علاقة المملكة مع بقية الاطراف اللبنانية. وهم يطلقون النار في الوقت نفسه على كل مبادرة نعمل على تنسيقها مع السعودية” وقال: “لا يريد هؤلاء تدخل سوريا ولا إيران ولا السعودية فماذا يريدون؟”.
وفي هذا السياق، رفعت الولايات المتحدة مستوى تعاملها مع ملف باريس ــــــ3. وعلم أن هناك اتصالات حثيثة لكي تضم وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس لبنان الى جولتها المرتقبة قريباً في المنطقة، ما يشكل بالنسبة لفريق السلطة اشارة دعم قوية في وجه معارضيها من جهة وفي وجه سوريا من جهة اخرى، علماً بأن رايس سوف تساعد الجانب الفرنسي في إنجاح مؤتمر باريس ــــــ3. وهي ستشارك فيه بتكليف من الرئيس الاميركي جورج بوش. ونقل عن السفير الاميركي جيفري فيلتمان قوله إن كل المواقف الخارجية لن تحقق شيئاً ما لم تتوافر قواعد الوفاق اللبناني. وأكد فيلتمان أن بلاده “ستسعى، بما أوتيت من قوة، حيث يجب، لإنجاح مؤتمر باريس ــــــ3، فعليه يتوقف كثير من استمرارية الحكومة الحالية، وهو بالنسبة إليها قضية حياة او موت الى ان تأتي الحلول القابلة للتنفيذ”.
خطة المعارضة
وقال مصدر معارض لـ“الأخبار” إن المعارضة أعدت “سلة خيارات ضخمة” لتحركها المقبل، وإن الاجتماعات التمهيدية والتحضيرية تبرمج هذه الخيارات وتحدّد مواقيت تنفيذها بما يمكّن المعارضة من تحقيق أهدافها. وأضاف ان المعارضة على اقتناع بأن “قرار فريق السلطة بيد الولايات المتحدة التي لا تريد لمشروع المحكمة الدولية أن يعدل لأنها تريد أن تجعلها محكمة سياسية. كما أنها لا تريد تأليف حكومة اتحاد وطني تأخذ فيها المعارضة الثلث الضامن لأن مثل هذه الحكومة تمنع على فريق السلطة اتخاذ القرارات التي تريدها واشنطن”.
وأشار المصدر الى ان القيادة السعودية أبلغت وفد حزب الله الذي زارها أن ليس لديها أي مبادرة وأكدت أن الحل يجب ان يكون لبنانياً وان السعودية مستعدة للمساعدة على تحقيقه. كذلك أشار الى ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لم يطرح مبادرة خلال زيارته لبيروت. وقال مصدر آخر من المعارضة إن الفكرة تدور حول بدء إضرابات وعمليات تعطيل مفاجئة في قطاعات اقتصادية حيوية قد تتبعها مسيرات وإغلاقات للطرق وتحركات أخرى.
الى ذلك، يعقد المجلس التنفيذي للاتحاد العمالي العام اليوم جلسة طارئة لإعلان مواعيده ابتداءً من مطلع الأسبوع المقبل “لمواجهة سياسة التسلط والتفرد، على ان تكون التحركات من تظاهر واعتصام وإضراب سلمية”. وقد هاجم الاتحاد امس ما سمّاه “رئيس الحكومة العرجاء” واتهمه بأنه “ضرب عرض الحائط بموقف الاتحاد العمالي العام من برنامج لبنان الاقتصادي للمؤتمر الدولي لدعم لبنان، باريس ــــــ3”، وتساءل: “ هل في إمكان شخص أو مجموعة تربعت على كرسي الحكم خلال 14 عاماً ولم تستطع حل مشكلة الكهرباء وقطاع النفط وقطاع المواصلات، وإصلاح صندوق الضمان الاجتماعي، ودمّرت القطاع الزراعي، هل هي قادرة على إيجاد الحلول من خلال وصفاتها السحرية ووعودها العرقوبية؟”.
وعلى صعيد المبادرات، كشف مصدر مطلع لـ“الأخبار” ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر بعض المقربين منه أنه يرغب في عقد لقاء معه لكن رئيس المجلس يشترط أن يؤتي هذا اللقاء ثماراً تساعد على إنهاء الأزمة ويرفض أن يُعقد “لمجرد اللقاء”.