عادت الولايات المتحدة إلى الصومال، بعد 15عاماً على حادثة سحل جنودها في شوارع مقديشو، لتستأنف تدخّلها المباشر بمجزرتين بحق مدنيين، بعدما مهّدت القوات الإثيوبية الساحة لها بإسقاط المحاكم الإسلامية، وتحويلها إلى فلول هاربة.ورغم عدم ابتعاد الولايات المتحدة عسكرياً عن الساحة الصومالية منذ عام 1994، إلا أن غارات اليومين الماضيين تعدّ التدخل المباشر الأول في الحرب الصومالية منذ اضطرار قواتها إلى الانسحاب تحت وطأة عمليات “أمراء الحرب”، وهو ما قد يفسّر العودة الدموية، التي استهدفت المدنيين بشكل أساسي، وأدّت إلى مقتل أكثر من 45 صومالياً.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية براين ويتمان تنفيذ الغارات، مشيراً إلى أنها استهدفت قيادة “القاعدة” في شرق أفريقيا، لكنه لم يعلّق على مدى نجاح الغارات. وقال إنها نفذت بناءً على “معلومات موثوق بها”.
وأضاف “سنبقى على تعبئتنا للحد من قدرات الإرهابيين متى وأينما نجدهم”، مشيراً الى أن “العملية قبل يومين تشكل مثالاً على ذلك”. وأشار إلى أن جميع العمليات العسكرية الأميركية تمت “بالتعاون الوثيق مع حلفاء (الولايات المتحدة) في المنطقة”.
التدخّل الأميركي لاقى ترحيباً من الحكومة الانتقالية الصومالية، التي اعتبرته “حقاً” للولايات المتحدة، إلا أن أصواتاً دولية أبدت تحفظاً على الغارات، معربة عن خشيتها من تمدّد الحرب.
وقال المتحدث باسم المفوّض الأوروبي للتنمية لوي ميشال، أمادو التافاج، إنّ «الشيء الوحيد الذي يمكنه أن يُرسي الأمن في الصومال، هو انسحاب القوّات الإثيوبية بأسرع وقت ممكن».
وأعرب الأمين العام الجديد للمنظمة الدولية بان كي مون عن القلق من أن تؤدّي الضربات العسكرية الأميركية إلى تصعيد القتال وإلحاق الضرر بالمدنيين.
وأبدى وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما معارضة بلاده لـ“المبادرات الأحادية الجانب التي يمكن أن تؤدي الى توتر جديد”. كما انتقدت النروج الغارات الأميركية. وقالت إن الحرب على الإرهاب يجب خوضها في قاعات المحكمة لا باستخدام العتاد العسكري.
(أ ف ب، رويترز، أ ب)