عراقيّون يستمعون إلى خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش في البصرة أمس (أ ب)
وسّعت استراتيجية الرئيس الأميركي جورج بوش، فجر أمس مفهوم «الأمن أولاً» لبغداد، لتتمدّد إلى الشرق الأدنى والأوسط، وصارت صواريخ الباتريوت ضرورة لحماية و«طمأنة» حلفاء واشنطن في وجه «المتطرفين العنيفين الذين يدمّرون تطلعات الأبرياء اللبنانيين والفلسطينيين والعراقيين». (التفاصيل).
ولم ينتظر بوش كثيراً قبل أن يحدد اتجاه البوصلة العسكرية في الفترة المقبلة بدعوته، بعد ساعات قليلة من خطابه الاستراتيجي، جيش المهدي الى «إلقاء السلاح»، وذلك في كلمة أمام 4 آلاف جندي يستعدون للتوجه إلى العراق.
وبلغت الإدارة الأميركية حداً من الحرج أنها كشفت سياستها الحقيقية في العراق؛ وأول الغيث اعتراف بوش الضمني بوعود قدمتها حكومة بغداد في مقابل إرسال جنود إضافيين، محذراً الحكومة العراقية من «خسارة» الدعم الأميركي في حال عدم تنفيذ تلك الوعود.

أما، الواقع الثاني الذي أراد بوش فرضه في مواجهة «بؤر المتطرفين» فهو العمل مع دول الخليج ومصر والأردن المدعوة لإدراك أن هزيمة الأميركيين في العراق تشكل «تهديداً استراتيجياً لبقائها».
وعلى وقع الأحداث المتسارعة، تبدأ رئيسة الدبلوماسية الأميركية كوندوليزا رايس اليوم جولة في الشرق الأوسط لـ«تعزيز التوافق بين الدول التي تشكل جزءاً من اصطفاف يدرك معنى وجود قوى متطرفة يجب كبحها».
وانقسم العراقيون، كعادتهم، في تقدير مصلحة بلدهم، واللافت وجود معارضين ومؤيدين لخطة بوش في كل المذاهب، حتى أن الأكراد لم يسلموا من الانقسام.
وعلى الصعيد الدولي، كرّست الاستراتيجية الجديدة الخلاف القائم منذ غزو العراق في عام 2003، فاتخذت روسيا وفرنسا موقفاً معارضاً، بينما أشاد حلفاء واشنطن بخطة بوش، لكن من دون التوّرط مباشرة هذه المرة، فاستبعدت بريطانيا وأوستراليا إرسال مزيد من القوات.