بات من شبه المؤكد أن الملف الإيراني وامتداداته في المنطقة، سيكون المحور الوحيد في جولة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في المنطقة، التي تبدأ اليوم، وهو ما مهدت له الإدارة الأميركية بتهيئة الأجواء سياسياً واعلامياً من خلال ارسال إشارات تؤكد هدف زيارة رايس، التي أعلنت أن التعاطي مع الملف العراقي «يمكن أن يكون حاجزاً امام النفوذ الايراني». وأن خطوات «الحاجز» يبدو أنها ستكون عبر التيار الصدري، الذي أعلن مسؤول أميركي رفيع المستوى أن السلطات العراقية رفعت الغطاء عنه، عبر موافقتها على «رفع القيود عن العمليات الاميركية في مدينة الصدر»، معقل «جيش المهدي».ودفع السفير الأميركي في العراق زلماري خليل زاد في الاتجاه نفسه بقوله إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي «يعلم أن الوقت ينفد منه» من اجل البدء في تطبيق الاستراتيجية المتفق عليها مع الاحتلال.غير أن اللافت على الساحة العراقية أمس، كان الدعوة التي أطلقها أحد القياديين في «التيار الصدري» إلى الشعب الأميركي بضرورة العمل من أجل «منع ابنائهم من القدوم إلى العراق، كي لا يعودوا في نعوش»، بينما عكس موقف ممثل للمرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني امتعاضه من الحكومة العراقية بسبب كثرة الخطط الأمنية فيما «أرواح الناس تُزهق».
وفي خضم تحضيرات رايس «لمواجهة إيران»، حرص البيت الأبيض أمس على نفي «الشائعات»، التي تتحدث عن استعداد القوات الأميركية لاستهداف الشبكات الموجودة في ايران وسوريا، والتي تزود المسلحين في العراق السلاح والاموال، بينما أعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أن بلاده «قد تبدأ سحب قواتها من العراق هذا العام، إذا خفّضت القوات الإضافية، التي سُترسل الى بغداد، العنف بشكل ملموس».
وفي خضم الحراك السياسي السريع، برزت رسالة أمنية، رأى مراقبون أنها تستهدف جولة رايس، حيث أطلقت مجموعة تُطلق على نفسها اسم «الكفاح الثوري» صاروخاً «روسياً مضاداً للدبابات» على السفارة الأميركية في أثينا.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)