زياد الرحباني
ملاحظات:

في الملاحظات المتبقية على الجمهورية B - صفر، وللتذكير: 1- وَرَدَ في الجزء الأول من المقترح تحت عنوان «في الأرثوذكس والأرمن»، انه رغم سيطرة الموارنة الكاملة على مؤسسة الجيش، يَحُلُّ صورياً ارثوذكسي في وزارة الدفاع ويُمَثل الأرمن دفعة واحدة. لمزيد من التوضيح، سيكون هذا الوزير: الاستاذ الياس ميشال المر. لماذا؟ هذا مقترح ونحن هكذا ارتأينا بعد تمحيص. ومن قال أصلاً أن باقي نقاط المقترح مقبولة من الجميع، كل شيء قابل للنقاش لكن ضمن مهلةٍ تحددها قيادة الجيش الحكيم الحالي قبل أن تسلم منصباً واحداً لأحد.

2- وَرَدَ تحت عنوان «في السنّة» أنَّ نائب زعيم «تيار المستقبل» الأستاذ غطاس خوري سَيُشهر إسلامه في حديقة عائشة بكار. السبب الحقيقي لهذا الإشهار هو إمكانية الترشح لرئاسة الجمهورية (فهي ستصبح للسنّة كما وَرد) بعد إنتهاء العهد الأول لرئيس الجمهورية المقبل السيد نجيب عزمي ميقاتي. إنَّ السيد غطاس خوري ورغم كل هذه التطورات الدرماتيكية، لن يَراها!
3- تحدث المُقترح «الجمهورية B- صفر» عن تبديل كبير في اعراف وترتيبات وعن تغييرات جوهرية في الكثير من المواقع والمسؤوليات وعن تخطيط شبه شامل لقطاعات ومؤسسات الدولة بطوائفها جمعاء. لكنه لم يأت إطلاقاً على ذكر القضاء اللبناني، هذا إن كان يعود إلى شيء، إنما يعود إلى ثقتنا وتسليمنا الكاملين بأن وزير العدل الحالي، الدكتور شارل رزق، هو «المرجعية» في العدل، في قصره وفي القسطاس أيضاً وسيتولّى شخصياً وبمفرده هذا الملف بكامل تشعباته. إن الدكتور شارل رزق هو عين العدالة الساهرة.
4- سَتظل عين الله على هذه الجمهورية الموعودة وسَيُعين جميع مؤمنيه بالتساوي حتى يُفني أكثرهم إيماناً الآخر. فتسود الطمأنينة عندها والعيش السليم. في مجموعة من كتاباته عن القوميات، سُئِلَ كارل ماركس عن أحداث العام 1860 بين الموارنة والدروز في بقعة من العالم إسمها جبل لبنان، تصنيفه لها وتوقعاته، فأجاب بما معناه: «إنها مذابح لا تؤثر في التاريخ، إنها صراعٌ محلي بين قبيلتين وسينتهي طبعا بإفناء أحدها للأخرى». مرة أخرى يخطئ كارل ماركس، فها إنّ القبيلتين تتمتعان بكامل العافية. لا بل إنَّ لهما طموحات مستقبلية وتصورات. ولم ولا ولن تفني إحداهُما الأخرى، بإذنه تعالى. لقد اعتمدتا الديمقراطية التوافقية والتقاتل المتبادل المتواصل دون لا غالب ولا مغلوب. فتباً للمادية التاريخية الشيوعية. إنّ مناخ لبنان المميز المعتدل أهم مناخ عَرِفَه التاريخ من أيام ماركس وأمثاله حتى اليوم. أهتف مع الشَعبِ «جَبَلنا»!
إنتهى