أعادت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس جمع حلف وزراء خارجية “العرب المعتدلين” في الكويت أمس، لتحديد التحرك بالنسبة “للتدخل الخارجي” في العراق، في إشارة إلى سوريا وإيران، بعد “وعود التسوية”، التي كانت قد أغدقتها خلال جولتها على كل من مصر والأردن والسعودية، إضافة إلى الأراضي الفلسطينية.وإضافة إلى تأمين الدعم لاستراتيجية الرئيس الأميركي جورج بوش، كان أمام الوزيرة الأميركية مهمة مواجهة النفوذ الإيراني، وهو ما كان غير واضح، علناً على الأقل، خلال لقاءاتها السابقة، التي كانت “واجهتها” القضية الفلسطينية، في ما يمكن اعتباره “دفعة” أميركية مقابل التعاون العربي في ملفّي العراق وإيران.
ودعا الوزراء، في ختام اجتماعاتهم في الكويت، إلى منع تحول العراق إلى «ساحة قتال بين القوى الإقليمية والدولية». وشدد الوزراء على احترام سلامة أراضي وسيادة واستقلالية حكومة العراق «المنتخبة ديموقراطيا»، داعين الى «دعم» المحاولات القائمة لتحقيق مصالحة وطنية «لا تنحاز أو تدعم أي طرف أو مجموعة» دون أخرى «بقوة».
كما أكدوا التزامهم بإقامة دولتين تؤديان الى حل النزاع الفلسطيني ــ الإسرائيلي بشكل «عادل ودائم»، كعامل حاسم في «التصالح» بين الدولة العبرية وجيرانها العرب.
وشدد الوزراء على أهمية استمرار «لبنان مستقلاً وديموقراطياً»، مؤكدين الالتزام بالتطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن 1559 و1680 و1701. وأملوا بنجاح مؤتمر «باريس ـ 3» المزمع عقده أواخر الشهر الجاري في العاصمة الفرنسية لدعم التنمية والاستقرار المالي للبنان. ودان الوزراء «بقوة العمليات الإرهابية» في لبنان، مؤكدين ضرورة محاسبة كل المتورطين.
وإلى ذلك، أعلن وزراء الخارجية استمرارهم بالتزام التعاون من أجل الارتقاء بالأمن والسلم والمصلحة العامة في المنطقة وذلك من أجل سلامة الاقتصاد العالمي والاستقرار الدولي.
وشددوا على أن الإخلال باستقرار المنطقة يهدد المصالح الوطنية لجميع الدول، متعهدين باستمرار التعاون الطويل الأمد «لمواجهة أية تهديدات للأمن والاستقرار في المنطقة».
ولم يسمّ البيان إيران في شكل مباشر، لكنه أكد أن «النزاعات بين الدول يجب أن تحلّ سلمياً، وبالتوافق مع القوانين الدولية، وأن العلاقات بين جميع الدول يجب أن تؤسس على الاحترام المتبادل لسيادة الدول وسلامة أراضيها ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى».
وشارك في الاجتماع نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية الكويتي، الشيخ محمد صباح السالم الصباح ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس.
كما شارك نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ووزير الخارجية العماني يوسف بن علوي ووزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد الخليفة ووزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ووزير الخارجية الأردني عبد الإله الخطيب.
وبعد الاجتماع، دعا وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد صباح السالم الصباح، في مؤتمر صحافي مع رايس، “الدول المجاورة للعراق الى عدم التدخل في شؤونه”. وقال إن وزراء الخارجية “اجتمعوا لمنع العراق من الوصول الى حرب أهلية”.
وقال الشيخ محمد، في معرض رده على سؤال عن الدور الإيراني في المنطقة، إن «أمامنا قرار مجلس الأمن 1737 وهو تحت البند السابع، ويطالب إيران بأن تتعاون بشكل كامل مع وكالة الطاقة النووية والمجتمع الدولي».
من جهتها، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية أنه “يجب على الحكومة العراقية أن توفر الأمن لجميع العراقيين بالتساوي”، معربة عن إيمانها بأن وجود استراتيجية جديدة هو أمر ضروري وأن “الرئيس بوش شعر أنه لا يستطيع أن ينتظر لغاية إعداد القوات العراقية في صيف 2007، لأن الوقت هو أمر مهم، لذلك اتخذ خطوته هذه”.
وتطرقت الوزيرة الأميركية إلى الشأن اللبناني، فشددت على وجوب قيام المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، مشيرة إلى “ضرورة أن يتم ذلك بشكل سريع لأن هناك دعماً لهذا الأمر من الحكومة اللبنانية وغالبية البرلمانيين في لبنان”.
وقالت رايس “إن هذه الاغتيالات التي تمت في لبنان تقلقنا... وأفضل طريقة لردع مثل هذه الخطوات واغتيال كبار المسؤولين هي محاكمة من يقفون وراء هذه الاغتيالات”.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، د ب أ)