غزة ــ رائد لافي
انهارت الفرصة الأخيرة للحوار الفلسطيني أمس، بعدما غرقت غزة في بحر دماء الاقتتال الداخلي، الذي استعر بين حركتي «حماس» و«فتح» مودياً بحياة 13 فلسطينياً، وهو ما عطّل لغة الكلام، وباتت الساحة الفلسطينية مفتوحة على احتمالات سوداوية، ليس أقلها الانزلاق إلى أتون الحرب الأهلية، ولا سيما أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس جدد تحذيره من اللجوء إلى الانتخابات المبكرة إذا فشل الحوار، رغم رفض الحكومة لخيار كهذا.
وتحولت مناطق عديدة في قطاع غزة منذ فجر أمس إلى ساحات حرب حقيقية، بفعل الاشتباكات العنيفة، التي أصيب خلالها أيضاً أكثر من 40 شخصاً بجروح. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن عدداً كبيراً من المصابين في حالة الخطر الشديد، الأمر الذي يجعل عدد القتلى مرشحاً للارتفاع.
وفشل قادة من الحركتين في الاتفاق على وقف اطلاق النار، وسحب المسلحين من الشوارع.
وسقط الحوار الوطني ضحية هذه الصدامات الدامية، بعدما أعلنت «حماس»، على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم، أنها علقت كل أشكال المحادثات مع حركة «فتح» بسبب ممارستها «التحريض والقتل» في القطاع.
وقال برهوم، لـ «الأخبار»، إن «فتح أفشلت الاتفاق على وقف اطلاق النار، عبر اطلاقها النار على عناصر حماس لدى تنفيذهم لأوامر الانسحاب من الشوارع في شمال القطاع».
وردّ المتحدث باسم حركة «فتح»، ماهر مقداد، باتهام «حماس» بممارسة سياسة دموية، عبر ارتكاب جرائم القتل في القطاع نفسه. وقال إن «حماس» غير جادة أصلاً في التوصل إلى اتفاق في شأن حكومة الوحدة الوطنية، مشيراً إلى أن حركة «فتح» لن تذهب إلى حكومة وحدة مع حركة «حماس» في ظل هذه الممارسات الدموية.