السـنيورة يتـدخّل لإطـلاق موقـوفين... والمطلوبـون للقضـاء عناصـر من المـوالاة والمعـارضة
على وقع التحذيرات من الشائعات المنتشرة كالفطر وملاحقة الاجهزة الامنية والقضائية مفتعلي أحداث الشغب ومطلقي النار، لم يرد أي جديد نوعي عن المساعي الإيرانية ــ السعودية، مقابل مناخات سلبية وردت من العاصمة المصرية عن “انسداد الأفق” وربما هذا ما يفسّر التصعيد السياسي من جانب الولايات المتحدة الاميركية التي أعلن رئيسها جورج بوش أمس أن هناك مسؤولية على سوريا وإيران وحزب الله في أعمال العنف التي جرت في لبنان ويجب محاسبة هذه القوى. وقال بوش في بيان “في الوقت الذي يسعى فيه أصدقاء لبنان الى مساعدة الحكومة اللبنانية على بناء دولة حرة سيدة ومزدهرة، تعمل سوريا وإيران وحزب الله على زعزعة المجتمع اللبناني”. وأضاف الرئيس الأميركي “إن هؤلاء المسؤولين عن افتعال الفوضى يجب أن يحاسبوا” على أعمالهم.
وتابع “خاب أملي كلياً من أحداث العنف الأخيرة وسفك الدماء في شوارع لبنان. وما يزيد المشكلة أن الأحداث وقعت خلال اجتماع القادة من أصدقاء لبنان في باريس لتأمين مستقبل سلمي ومليء بالرخاء لهذا البلد”.
وأضاف الرئيس الأميركي “سعوا إلى عرقلة إنشاء المحكمة الدولية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، والمماطلة في نزع سلاح حزب الله، بحسب طلب مجلس الأمن”. وتابع “أهدافهم واضحة، افتعلوا العنف لمنع إنشاء المحكمة الدولية، والتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن”.

ومع ذلك فإن الرئيس نبيه بري تمسّك بتفاؤله وتوقعه بروز نتائج إيجابية خلال الايام المقبلة. وبرغم تكتّمه قال أمام زواره إن هناك معلومات عن مناخات ودية وإيجابية سادت المحادثات بين الرياض وطهران، وهو ما ترافق مع معلومات عن ضغوط تمارس لأجل عودة الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى بيروت قريباً، وتحقيق بعض مطالبه المتلخصة في ترتيب لقاءات مباشرة بين الرئيسين بري وفؤاد السنيورة وأن يكون هناك توجه للتعاون بينهما حدّه الأدنى إدارة المرحلة المقبلة وصوغ ورقة عمل أولية بالنقاط المرشحة للنقاش.
في هذه الأثناء ذكرت مصادر سياسية مطلعة أنه ليس هناك برنامج مستعجل لدى المعارضة وذلك رداً على ما أشيع امس عن نية احتلال الوزارات الاساسية. واهتمت القوى الامنية برفع مستوى الإجراءات لمنع أي حوادث على هامش الاحتفال اليوم بذكرى عاشوراء، فيما أعلن قائد القوات اللبنانية سمير جعجع بعد زيارة البطريرك نصر الله صفير “أن الذي يجري في ساحة رياض الصلح ليس ديموقراطياً. وهو ليس إلا عملية احتلال عن سابق تصور وتصميم، يضعون الناس في الخيم وهؤلاء موظفون بمعاشات ويسألونك لماذا تصير فتنة ويضعونها بظهر الغير”. وعن تصدي القوات للإضراب يوم الثلاثاء قال جعجع “لا أستطيع السكوت وأنا أرى انقلاباً يجري على الساحة اللبنانية، وكأن هذه البلاد لغيرنا وليست لنا. هذا الأمر مرفوض، فنحن أول المعنيين بالامر، فلو لم يجر ما جرى في المناطق الشرقية لكان هذا التحرك مستمراً لإسقاط الوضع الحالي في لبنان، وتغيير الوضع القائم غير مقبول لأن الاكثرية في لبنان ترفضه”.
توقيفات وإشكالات
في هذه الأثناء واصلت الشرطة العسكرية التابعة للجيش اللبناني استدعاء عدد غير قليل من المتورطين في أحداث الشغب يومي الثلاثاء والخميس، ومن لم يستجب لطلب الاستدعاء الى التحقيق تصدر بحقه مذكرة جلب وتوقيف، وتم التحقيق مع أكثر من 30 موقوفاً حتى الآن معظمهم من فريق 14 آذار. وعلم أن الرئيس السنيورة ومفتي الجمهورية محمد رشيد قباني أجريا اتصالات لوقف حملة التوقيفات ولإطلاق غالبية العناصر الذين تبيّن أنهم من تيار “المستقبل”. وجرى الرد عليهما بأن توقف العملية القضائية يعني إفساح المجال أمام فتنة كبيرة. وعلم أن هناك لوائح بأكثر من 150 شخصاً من القوى السياسية كافة مطلوبين للتحقيق.
وفي ظل الهدوء الذي لف معظم المناطق اللبنانية سجلت تقارير أمنية سلسلة من الإشكالات في الشمال وبيروت ومنها إشكال بين عناصر من الحزب السوري القومي الاجتماعي ومرافقي نائب “القوات اللبنانية” فريد حبيب في بلدة فيع في الكورة. وبنتيجة التحقيقات التي جرت في الإشكال الذي أعقب حادث سير في منطقة طبرجا بين “عونيين” و“قواتيين” أوقف كل من القواتيين و.ل، وا.د، والشقيقين و.ل، ور. ل، والعوني ن. ش ورفاق له. وفي حي اللجا في بيروت حصل تضارب بالحجارة والعصيّ بين مجموعة من تيار “المستقبل” وأخرى من “حزب الله”. وانتهى الإشكال بتدخل دورية لقوى الأمن الداخلي فأصيب عريف ومجند برضوض إضافة الى عنصرين من تيار “المستقبل”. وأوقفت الاجهزة الامنية المختصة مجموعة من ممتهني الشغب كانت تنوي القيام بأعمال شغب اليوم في مخيم شاتيلا وساحة صبرا في مناسبة عاشوراء.