غزة، رام الله، حيفا ـ الأخبار
“لا بد أن تصحو حماس وفتح. إن الاقتتال بينهما جريمة لا يستفيد منها إلا العدو”. بهذه الكلمات ودع محمد السكسك والدته متوجهاً إلى إيلات، حيث نفذ عملية استشهادية، أودت بحياة ثلاثة قتلى وسبعة جرحى إسرائيليين، استهدفت بالدرجة الأولى توجيه رسالة إلى الداخل الفلسطيني، الغارق في الاقتتال الداخلي لليوم الخامس على التوالي .(التفاصيل)
فبعد أكثر من عشرة أشهر من تجميد المقاومة الفلسطينية للعمليات الاستشهادية، فجّر الشاب محمد السكسك نفسه داخل مخبز في مدينة إيلات جنوب فلسطين المحتلة عام 48، في عملية أعلنت “سرايا القدس”، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عنها، بالاشتراك مع “كتائب شهداء الأقصى ــ جيش المؤمنين” .
وقالت “سرايا القدس” إن العملية هي جزء من عملية “ذوبان الجليد”، التي تتضمن تنفيذ سلسلة من العمليات النوعية في “القريب العاجل”. وشدد أبو عدي، أحد أبرز قادة “كتائب شهداء الأقصى” أن مجموعات الكتائب “ستعمل من جميع الساحات” لضرب قوات الاحتلال الإسرائيلي، ولا سيما بعد الحديث عن تسلل الاستشهادي من الأردن إلى إيلات، وهو ما نفته عمّان وإسرائيل، مصرّة على أن السكسك تسلّل من سيناء.
وقال المتحدث باسم حركة الجهاد، داود شهاب، إن “العملية البطولية صرخة توقظ ضمائر الإخوة المتقاتلين في فتح وحماس لتعيدهم جميعاً إلى جادة الصواب والحق”.
ويبدو أن الصرخة وصلت إلى مسامع المتقاتلين، حيث أعلن قياديون من «حماس» و«فتح» مساء التوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار اعتباراً من صباح اليوم، وسحب المسلحين من الشوارع، وذلك بعد اجتماع ضم هنية ووزير الخارجية محمود الزهار مع مبعوث الرئيس الفلسطيني روحي فتوح. وقال الزهار إن الاتفاق تم بوساطة من الوفد الأمني المصري، وتضمّن وقف أشكال التسلّح كافة.
وكان تسعة فلسطينيين قتلوا، بعدما شهدت مناطق عديدة في القطاع صدامات دامية بين الحركتين، كان أعنفها في مدينتي غزة وخان يونس، لترتفع حصيلة ضحايا الفتنة الداخلية إلى 34 قتيلاً، ونحو 100 جريح.
وذكرت مصادر فلسطينية أن موكباً كان يضم رئيس الوزراء اسماعيل هنية ووزير الداخلية سعيد صيام تعرّض لإطلاق نار في معسكر الشاطئ في غزة قرب منزل هنية، الذي دعا جميع القوات المسلحة الفلسطينية إلى إلقاء السلاح وإنهاء كل أشكال المظاهر المسلحة في المجتمع الفلسطيني. إلى ذلك، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أمس إن حركة “فتح” تعمل على إنشاء قوة عسكرية خاصة بها، قوامها 12 ألف مقاتل، بهدف تقويتها في مواجهة “حماس”، الأمر الذي نفته الحركة، مشيرة إلى وجود قرار بتقوية المؤسسة الأمنية.