strong>موسى يعود غداً حاملاً دعم السعودية ووعداً بمساعٍ لإنجاح المبادرة
يعود الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى بيروت غداً لاستئناف جهود المبادرة العربية لإنهاء الازمة بين السلطة والمعارضة، حاملاً دعماً سعودياً لها حسبما أعلن لدى عودته مساء امس الى القاهرة مشيراً الى أنه سيزور دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الأسد بعد عودته من موسكو التي سيزورها اليوم، فيما نُقل عن نائبه فاروق الشرع تأكيده “ضرورة الابتعاد عن كل ما يزيد من الاضطرابات في لبنان والسعي الى الاستقرار وتعزيز الوحدة الوطنية”.
وقال موسى لـ“وكالة الصحافة الفرنسية” إنه أطلع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز على “كل الجهود والخطوات التي بذلتها الجامعة العربية للعمل على حل الازمة اللبنانية وتحقيق الاتفاق بين الحكومة والمعارضة”. وذكر أنه “لمس لدى الملك عبد الله كل تأييد ودعم لمهمته في لبنان”، مؤكداً أن “المملكة ستبذل مساعيها لإنجاح مبادرة الجامعة العربية في لبنان”.
وأفاد دبلوماسي عربي مرافق لموسى أن العاهل السعودي أكد للأمين العام للجامعة العربية “تأييده للجهود التي يبذلها لحل الأزمة بين المعارضة والحكومة في لبنان”. وقال إن الاجتماع “ركز على البحث في تطورات الاوضاع اللبنانية ونتائج المساعي التي يقوم بها الأمين العام وسبل إنجاحها”.
وكان موسى قد زار الرياض بعد ظهر أمس لساعات واستقبله الملك عبد الله في حضور ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبد العزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ومستشاري الملك عبد الله الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز وعبد المحسن بن عبد العزيز التويجري. وأفادت “وكالة الانباء السعودية” الرسمية (واس) انه جرى خلال اللقاء “البحث في مجمل الأحداث والتطورات على الساحة العربية والجهود التي تبذلها الجامعة في مختلف القضايا التي تهم الأمة العربية وخصوصاً تطورات الوضع في لبنان والأراضي العربية المحتلة”.
ونقلت وكالة “يونايتد برس” عن مصادر قريبة من المحادثات أن موسى أطلع الملك عبد الله على “نتائج محادثاته في بيروت مع مختلف القوى اللبنانية للخروج من الأزمة السياسية الحالية وكذلك استمرار الجهود العربية في هذا الاتجاه”. وأضافت أنه عرض على العاهل السعودي “مسوّدة أو صيغة لشكل الوثيقة التي سيُعلن عنها بين الأطراف للخروج من الأزمة الحالية في لبنان”.
وكانت مصادر في الرياض قد قالت قبل وصول موسى اليها إنه “سيطلب من العاهل السعودي التدخل شخصياً في حل الأزمة السياسية بين القوى السياسية في لبنان”، إلا أن هذه المصادر رفضت الحديث عما إذا كانت هناك مبادرة سعودية سيحملها موسى لعرضها على القوى السياسية في لبنان واكتفت بالقول إن “الجهود السعودية مستمرة منذ بدء الأزمة”، من خلال الجهود التي يبذلها السفير السعودي في بيروت عبد العزيز الخوجة. وتوقعت أن يتم حل الأزمة اللبنانية برعاية سعودية عربية خلال الأيام القليلة المقبلة.
وعلمت “الأخبار” أن رئيس مجلس النواب نبيه بري كان قد نصح موسى الذي اتصل به ليبلغه بزيارته للرياض وأنه عائد الى بيروت غداً الثلاثاء، بأن يعرج على دمشق في طريقه الى لبنان، فوافق على هذا الأمر خصوصاً، لكن وجود الأسد في جولة خارجية تشمل دولاً خليجية وروسيا جعله يستأخر هذه الزيارة الى ما بعد عودة الاخير من موسكو.
وفي المعلومات أن الرئيس بري وجهات سياسية لبنانية طلبت من الرئيس اليمني علي عبد الله ومسؤولين يمنيين آخرين التوسط لإنهاء القطيعة القائمة بين الرياض ودمشق بما يساعد على حل الأزمة اللبنانية. وقالت مصادر مطلعة إن زيارة الأسد لعدن قبل يومين تتصل في جانب منها بهذه الوساطة اليمنية.
وكشفت المصادر نفسها عن وجود مسعى روسي في المقابل لإنهاء الازمة التي تعتري العلاقات اللبنانية السورية، وأشارت إلى أن الجانب الروسي فاتح رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في هذا الأمر في زيارته لموسكو أول من أمس، وقالت إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نصحه بمعالجة الأزمة بينه وبين سوريا ثنائياً بعيداً عن الخارج. كذلك نصحه بعدم تحدي المعارضة ودمشق بإقرار مشروع المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري بالصيغة التي أقرتها الحكومة أخيراً.
وذكرت المصادر أن القيادة الروسية لفتت السنيورة الى أن تمرير محكمة دولية تحت الفصل السابع ليس مضمون النتائج وهو “مثابة إنذار مبكر لحرب أهلية في لبنان”، وان جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ليست أول اغتيال سياسي في العالم. وانتقدت مبالغة واشنطن وباريس في استعمال هذه المحكمة. وأكدت أن الدول التي تستعمل هذه المحكمة متورطة في اغتيالات سياسية في غير منطقة من العالم (صفحة 3 و4).
تصعيد سياسي متبادل
إلى ذلك وفي انتظار عودة موسى فإن ما يصدر من مواقف عن كل من فريقي السلطة والمعارضة يهدد بتراجع المبادرة العربية التي كان موسى قد قال إنها حققت تقدماً بنسبة 50 في المئة لدى مغادرته بيروت مساء الجمعة الماضي.
وعلمت “الأخبار” أن المعارضة ستعقد اجتماعاً في منزل الرئيس عمر كرامي تحضره قيادات الصف الثاني ويتخلله غداء وسيجري خلاله البحث في الخطوات اللاحقة في إطار تحركها في الشارع وعلى المستوى السياسي. وعلمت “الأخبار” أن المجتمعين سيعلنون موقفاً يؤكدون فيه أن المعارضة لم تعد تكتفي بمطلب إعطائها الثلث زائداً واحداً في حكومة وحدة وطنية وأنها تدعو الى إجراء انتخابات نيابية مبكرة قبل البحث في موضوع رئاسة الجمهورية أو غيره.
وفي المقابل شنت الأكثرية في مهرجان أقامته في دير القمر، هجوماً على المعارضة وعلى رئيس الجمهورية العماد إميل لحود. ففيما رأى رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون أن أهداف المعارضة تتلخّص بـ“الاستيلاء على السلطة، وإخراج لبنان من الأسرة الدولية وشرعيتها، لإلقائه في غياهب التخلف والهيمنة”، أعلن أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي شريف فياض أن “الأكثرية” مستعدة “لتسوية وطنية تنقذ لبنان من الأزمة الراهنة، على قاعدة المشاركة الوطنية الصحيحة والتمسك بالقرار الوطني اللبناني المستقل”. وهاجم النائب السابق غطاس خوري رئيس الجمهورية، معتبراً أنه “يتقن فن خرق الدستور، مصدراً بذلك شهادة تسمح بقتل كل نواب الأكثرية النيابية”. واتهم نائب “القوات اللبنانية” جورج عدوان المعارضة بأنها “تحاول تعطيل الحكومة الوطنية ومجلس النواب”، مؤكداً أن “المحكمة الدولية ووقت العقاب اقتربا”، وأن “الحكومة لن تسقط إلا في مجلس النواب فقط”.