غزة ــ الأخبار
لم يكن الاقتتال الداخلي والتحذيرات المتواصلة من الحرب الأهلية، حاضرين على ما يبدو في ذهن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، وهو يؤكد أمس المضي قدماً في الانتخابات المبكرة، وخاصة أن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، الذي زار رام الله وتل أبيب، أكد على مساندته لأبو مازن، فيما رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت يبحث “عن أي شيء لدعمه” (التفاصيل).
كما أن الهدنة الفلسطينية، التي أعلنت أول من أمس، لم تصمد طويلاً، فتجددت الاشتباكات بين عناصر “فتح” و“حماس” في مناطق متفرقة من قطاع غزة، حيث قتل أحد عناصر “فتح” وأصيب أكثر من عشرة فلسطينيين، ولجأ طرفا النزاع إلى عمليات الخطف التي شملت عشرة مسؤولين في الحركتين، بينهم الوزير السابق سفيان أبو زايدة، الذي أطلق سراحه في وقت لاحق.
وأمام التدهور الميداني وانسداد أي أفق للحل السياسي، أعلن مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أن الأخير سيلقي خطاباً “هاماً” ظهر اليوم، يتضمن رد الحكومة على خطاب عباس الذي ألقاه السبت الماضي.
وفي موقف يمكن اعتباره الأول من نوعه من أعلى قيادي في “حماس”، لم يستبعد رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، اندلاع حرب أهلية فلسطينية. وقال، لصحيفة “كيرا ديلا سييرا” الإيطالية، إنه “إذا اندلعت حرب أهلية، فلن تكون خطأ حماس”، مؤكداً أن الحركة ستبذل كل ما في وسعها لتفادي وقوعها.
وأضاف مشعل أن حركته ستقاطع الانتخابات الرئاسية والتشريعية المبكرة، التي دعا إليها عباس، مشدداً على أن حماس “ستستخدم الوسائل السلمية كافة لمنع إقامة أي انتخابات”.
وفي هذا السياق، اقترح الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث الوضع الفلسطيني، فيما تبحث القاهرة إيفاد رئيس الاستخبارات عمر سليمان إلى قطاع غزة لوقف تدهور الأزمة.