«تمّ إعدام صدام حسين». تصريح يتوقع صدوره خلال الساعات المقبلة من بغداد، أو ربما من واشنطن، ليكون «بشرى» لعام جديد يأتي مكلّلاً بالسواد، ويتوقع أن يكمل خلاله أهل الرافدين درب المعاناة الحمراء في زمن الاحتلال الأميركي، الذي لا يبدو لأفوله أفق أو لقسوته بارقة رحيل، وكأن لملمة أرواحهم جثثاً من الأحياء والطرقات تبقى خبزهم اليومي، في حقبة قيل إنها أتت لتنهي حقبة النظام السابق وإجرامه، لكنها لم تفلح إلا في لف حبل المشنقة حول عنق رئيسه (التفاصيل).فقد أعلن القاضي في دائرة التمييز في المحكمة الجنائية العراقية العليا منير حداد مساء أمس، أن الرئيس العراقي المخلوع قد يشنق في أي وقت بين فجر اليوم ومسائه. وقال حداد، في تصريح صحافي ادلى به في منزله في المنطقة الخضراء في بغداد: «سأمثّل المحكمة خلال تنفيذ الحكم. وسيكون المدعي العام منقذ الفرعون حاضراً أيضاً».
وكانت الأنباء قد تضاربت طوال نهار أمس حول موعد تنفيذ حكم الاعدام بصدام، في وقت «طمأن» فيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أسر ضحايا النظام السابق قائلاً «لا احد بإمكانه نقض حكم الاعدام بحق صدام حسين، ولا مراجعة ولا تأخير في تنفيذ الحكم»، قبل أن يعلن مستشاره السياسي، النائب سامي العسكري، أن المسؤولين العراقيين انجزوا كل الاوراق الرسمية اللازمة لتنفيذ الحكم «قبل فجر السبت أو فور انتهاء عيد الاضحى».
وقد دخلت «حيازة» صدام الى مسرح التكهنات، حيث اعلن خليل الدليمي، رئيس هيئة الدفاع عنه، تسليمه الى السلطات العراقية، قبل أن ينفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية توم كايسي مساء أمس الأمر، مؤكداً أن الرئيس المخلوع لا يزال تحت حراسة القوات الاميركية.
وكانت قوات الاحتلال قد طلبت أمس من هيئة الدفاع تسلم «الاغراض الشخصية المتعلقة بصدام او تخويل اي شخص استلامها»، وهو ما دفع الكثيرين للاعتقاد أن تنفيذ العقوبة بات وشيكاً جداً.