طبول الحرب الإسرائيلية باتت تقرع بشدة عند أبواب قطاع غزة. أما الأميركية منها فاختارت الداخل الفلسطيني مسرحاً لها، عبر تغذية فرضيات “الحرب الأهلية” وتعزيز الدعم العسكري للرئيس الفلسطيني محمود عباس. وتبقى الغاية واحدة: إخراج “حماس” من السلطة.تطورات تأتي في ظل مخاوف إسرائيلية من مبادرة تعدّها الإدارة الأميركية، بحسب «يديعوت أحرونوت»، لبلورة خطة سلام إقليمية، تتركز على انسحاب أميركي تدريجي من العراق ومفاوضات مع سوريا وإيران (تفاصيل صفحة 19 ــ20).
في هذا الوقت، لا تزال مبادرات حل الأزمة الداخلية الفلسطينية عاجزة عن التوصل إلى اتفاق يرضي الأطراف جميعاً، وسط محاولات للرئيس محمود عباس لتشكيل حكومة وحدة خلال أيام، يتوقع ــ في حال فشلها ــ أن يلجأ إلى تأليف حكومة «تكنوقراط».
ويبدو أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يضغط بقوة لتسريع تنفيذ العدوان على غزة، خلافاً للمستوى السياسي، الذي يفضل إرجاء العملية إلى ما بعد عودة رئيس الوزراء ايهود أولمرت من زيارته إلى واشنطن المقررة بعد نحو أسبوعين، وإن صادق أول من أمس على توسيع الاعتداءات في القطاع، التي ستكون اليوم محور محادثات مجلس الوزراء المصغر.
وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن جيش الاحتلال يتوقع أن تستخدم المقاومة الفلسطينية أسلحة جديدة، لم تُستخدم في القطاع من قبل، و«تُذكِّر بتلك التي استخدمها مقاتلو حزب الله في لبنان».
في المقابل، تسعى الولايات المتحدة إلى تنظيم وإدارة حرب أهلية فلسطينية تتوقع اندلاعها مع تزايد الضغوط على حركة “حماس”، وهي تعمل، بحسب صحيفة “هآرتس”، على زيادة دعمها لحرس الرئاسة الفلسطينية، بالعتاد والأموال والتدريب.
وبحسب الصحيفة، فإن المعلومات التي وصلت إلى الحكومة الإسرائيلية تفيد بأن الخطة تنص على تحويل مليوني دولار من أجل إقامة معسكرات تدريب خاصة بالحرس الرئاسي.
وبحسب “هآرتس”، فإن الإدارة الأميركية ترى أن الضغط سيؤدي إلى مواجهات لا مفر منها بين “فتح” و“حماس”.
ويبدو أن الإدارة الأميركية تسعى إلى إخراج الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط من الأسر الفلسطيني قبل تدهور الأوضاع الأمنية إلى حد لا يعود ممكناً ضمان سلامته. وهي لذلك، أوفدت مدير استخباراتها جون نيغروبونتي إلى القاهرة في محاولة لتسريع إتمام صفقة إطلاقه.
(الأخبار)