غزة ــ رائد لافي
أعطت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مؤشراً أولياً على طبيعة عدوانها المرتقب على قطاع غزة، فكانت بيت حانون أمس حقل تجارب لآلة القتل الإسرائيلية، التي نفذت مجزرة أوقعت 9 شهداء وأكثر من 50 جريحاً، في عملية توغل واسعة أطلقت عليها اسم “غيوم الخريف”، تصدت لها المقاومة الفلسطينية، التي قتلت جندياً إسرائيلياً وأصابت عدداً آخر بجروح، في ظل تحوّل نوعي في عملياتها مع الإعلان عن قصف مستوطنات في الضفة الغربية بصواريخ محلية الصنع (تفاصيل صفحة 19).
ومع ذلك، أرجأت الحكومة الإسرائيلية بدء عدوانها الواسع النطاق على القطاع، الذي توعّد به المستويان العسكري والسياسي الإسرائيليان على مدى الأيام القليلة الماضية، لما بعد زيارة رئيس الوزراء إيهود أولمرت إلى واشنطن، وذلك استجابة لتوصية وزير الدفاع عامير بيرتس، الذي أعرب عن مخاوفه من “خروج الوضع عن السيطرة”.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيحاي أدرعي، إن العملية العسكرية التي نفذت أمس في القطاع “محدودة”، وتستهدف بالدرجة الأولى مطلقي صواريخ “القسام” في اتجاه البلدات والأهداف الإسرائيلية.
وطالبت “كتائب شهداء الأقصى” التابعة لحركة فتح، مؤسستي الرئاسة والحكومة بإعلان حالة الطوارئ والتعبئة العامة للشباب وتسخير الإمكانات العسكرية الممكنة.
ودعا المتحدث باسم «كتائب عز الدين القسام»، الذراع المسلحة لحركة «حماس» سكان بلدة سديروت الإسرائيلية إلى «الرحيل فوراً حرصاً على حياتهم، لأن بقاءهم في البلدة يعرضهم للخطر».
وفي سابقة هي الأولى من نوعها، أعلنت “ألوية الناصر صلاح الدين”، الذراع العسكرية لـ“لجان المقاومة الشعبية”، عن تمكنها من صنع صاروخ “ناصر 1” قصير المدى، وإطلاقه بنجاح على مستوطنة “مجداليم” الجاثمة فوق أراضي مدينة نابلس شمال الضفة.
ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس العدوان الإسرائيلي على القطاع بأنه “حلقة من مسلسل خطير وحقير جداً”، فيما رأى رئيس الوزراء اسماعيل هنية أن “المجزرة هي أولى ثمار ضم المتطرف (وزير الشؤون الاستراتيجية أفيغدور) ليبرمان إلى حكومة الاحتلال الإسرائيلية”.