واشنطن ــ الأخبارهل تشهد الولايات المتحدة اليوم “انقلاباً” تشريعياً يطيح بالسيطرة الجمهورية على مجلسي الكونغرس منذ 12 عاماً، ويحوّل ما بقي من ولاية الرئيس جورج بوش إلى جلسات محاسبة على سياسته خلال السنوات الست الماضية؟ (التفاصيل)سؤال يحسمه “يوم الحساب” الانتخابي، الذي يترقبه الديموقراطيون لاستعادة سيطرتهم على الكونغرس، وهو ما تشير إليه أحدث استطلاعات الرأي على الانتخابات، التي ستكون استفتاءً مبكراً على رئاسة بوش وسياسته الداخلية والخارجية، ولا سيما احتلال العراق. ويرى مراقبون أن فوز الديموقراطيين يعني “تقلّص” ولاية بوش، وإطلاق مارد الفضائح والفساد والتجاوزات من القمقم الذي حبسه فيه الجمهوريون، وفتح الملفات القديمة عبر جلسات الاستماع وإصدار مذكرات الجلب.
فخلال السنوات الست من رئاسته، حظي بوش بغطاء من الكونغرس منحه سلطات تتجاوز تلك المنصوص عليها في الدستور، وسمح له بخرق القوانين بالتواطؤ مع مجلسي النواب والشيوخ.
ويدلّل الديموقراطيون على ذلك بالتذكير بأن الكونغرس لم يصدر مذكرة جلب واحدة بحق أركان البيت الأبيض للتحقيق، فيما سطّر المئات منها في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون.
ويرى الكثير من الأميركيين أن مجلس نواب ديموقراطياً سيفرض تغييراً في طبيعة الخطاب السياسي في واشنطن، ويقف حائلاً دون مرور ما بقي من أجندة بوش اليمينية.
ويبدو أن انخراط بوش مباشرة في الحملات الانتخابية لمرشحي حزبه الجمهوري، قد تكون آخر معاركه الانتخابية، وربما نهاية لمشواره السياسي؛ فهزيمة الجمهوريين ستعكس معارضة الأميركيين لسياسته، وخصوصاً في العراق، رغم تشكيك المراقبين بحدوث تغييرات جوهرية في التشريعات الخاصة بالسياسة الخارجية، نظراً لسيطرة الجناح التنفيذي على قضايا السياسة الخارجية ومحدودية بدائل السياسة الخارجية المتاحة أمام الحزبين الديموقراطي والجمهوري، وخصوصاً في العراق.
ويخطط الديموقراطيون، في حال النجاح في انتخابات اليوم، لتوسيع رقعة “انقلابهم”، والانطلاق من الانتخابات التشريعية إلى الرئاسية عام 2008، وهو ما أكدته زعيمة الأقلية الديموقراطية نانسي بيلوسي، التي ستصبح رئيسة مجلس النواب.
في آخر خطبه الانتخابية، دعا بوش الأميركيين إلى التوجه نحو صناديق الاقتراع والتصويت لمصلحة الجمهوريين في الكونغرس، مذكّراً بأن الولايات المتحدة “في حرب”.
وقال بوش، خلال أحد لقاءاته العامة في بنساكولا (فلوريدا، جنوب شرق)، “حين تتوجهون الى الصناديق تذكّروا التصويت للجمهوريين إذا أردتم عدم دفع ضرائب باهظة، وحين تتوجهون الى الصناديق تذكّروا أننا في حرب، وإذا أردتم أن يبذل هذا البلد كل ما في وسعه لحمايتكم وفي الوقت نفسه وضع أسس السلام للأجيال المقبلة فعليكم أن تصوّتوا للجمهوريين”.