زياد الرحباني
في بلدنا اليوم فريقان أساسيان: 1- الفريق المُصنَّف: توتاليتارياً، ديكتاتورياً، خشبياً، مأجوراً للخارج، قامعاً للحرية ومُعادياً للديمقراطية.
2- فريقٌ آخر وهو الأكثرية بدليل أنَّهُ هو يؤكد ذلك يومياً، هو المُصنَّف: لبنانياً سيادياً، حراً، مستقلاً، مؤمناً بحرية التعبير وحاملاً راية الديمقراطية. كما أنَّه يدعونا إليها بعد أن نعتنا، ديمقراطيا،ً بالنعوت الواردة أعلاه. فقررتُ هذا المساء كوني من الفريق الأول أن أقبل الدعوة لأستفيد منه من بعض حرية التعبير و من شيءٍ من الديمقراطية، علّني أعرف سبيلي الذي ضللت. تحية وبعد
أولاً، أنا أرثوذكسيٌ لكنّي أحترم كل الإحترام مقام ومرجعية بكركي وأحمد ربّي أنها موجودة. ثانيا، صلاة الله وسلامه على سيدتنا مريم العذراء، مريمُ البكر، سلامٌ على روحها الطيبة. ثالثا، أنا متضامن مع الزميلة العزيزة مي شدياق في مُصابها وأحمد الله على شفائها. رابعاً، سلامٌ من القلب للشيخ العصري المُنفتح بيار الضاهر وإلى الأمام مهما حَصل.
أينَ مريم العذراء في قناة الـ «lbc» ؟ انا أفقدُ سيّدتنا مريم على شاشتها، رُغمَ ظهور كل الرموز الدينية المسيحية الأخرى. يعني إذا اعتبرنا رمزياً أنَّ بكركي هي «المَطهَر» ومحطة الـ «lbc» هي أورشليم القدس (بما تُمثله للمسيحيين خصوصاً)، تكون حينها نشرة الأخبار المفصّلة: فصلا من رسالة القديس يوحنا أخ يعقوب، أو بن حلفا، أو القديس بطرس أو «متّى»، أو حفلاً لجميع القدّيسين إذا اقتضت الظروف السياسية. وإذا كان رمزياً الدكتور جعجع سيّدنا المسيح (يا رب ارحم) وأقرب تلاميذه اليه بطرس هو الأخ جورج عدوان وتلميذه سمعان هو جو سركيس الصابر «أُوصادي وبَحِّبو» و «متّى» هو إيلي كيروز أمّا «توما» ففارس سعيد لأنهُ لا يَخنَع ولا يَقنَع بسهولة فهو يُدَقِّق ويغوص حتى في أقوال سيِّدنا المسيح، ويهوّذا الإسخريوطي توفيق الهندي الذي سُلبَت نِعَمُه وأُبعد و«لوقا» أنطوان زهرة حيث كل شيء «مدفون»، وقد دَرَجَ على التَنكُّر في عيد «البربارة» المتواصل وعلى توزيع كاسات المغلي المُصادَر من العابرين للعابرين. والقدّيس إندراوس الذي إنتدَبَ إبنته ندى للبّث الخارجي رغماً عنها، أمّا الرُسل الباقون المغمورون أمثال فيليبُس، برطلمايوس، تداوس، أي دوللي غانم، وليد عبّود وعماد موسى، كلّهم موجودون ولكن العذراء، أينَ مريم العذراء؟ فمريم المجدلية، رئيسة وفد القدّيس شربل الى الفاتيكان والـ «cnn» الزميلة مي فيلتمان شدياق أمّا بيلاطوس البنطي فمارسيل غانم، لأنّه يزعج سيّدنا الـ«دكتور» منذ فترة. وإذا كان رئيس وفد المجوس إلى مغارة اليرزة هو المطران يوسف البيسري، أمّا الشيطان الذي ظَهرَ على سيّدنا المسيح عندما اختلى في الصحراء فـ : الأب سليم عبو، من يكون «الروح القدس» يا ترى؟ إنّه المطران بشارة الراعي. فأين مريم العذراء على هذه الشاشة؟ لماذا لا تَظهر؟ هل لأنّها مريم البكر؟ هل لأنَّ القناة، قناة فكر وكفر فقط ولا مكان لبكرٍ فيها؟ هل ستحاسب يوماً عن «بِكرَةِ» أبيها... وهل يوسف أبوها؟ هل إذا قبلنا كمسيحيين بمبدأ «الحَبَل بلا دَنَس»، مرغمون نحن على قبول الهَبل بلا دَنَس أيضاً، هل توقف ربُّنا الآب عن فعل العجائب؟ هل كفَّ عن مطاردة تجّار الهيكل؟ يا مريم يا أم النور صلّي لأجلنا.
ملاحظة: إنَّ شخصيات هذا المقال لا تمت الى الواقع بصلة للأسف.