يبدو أن زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى بغداد ستختتم بتقدم نسبي في اتجاه تحسين العلاقات بين البلدين، رغم ما رافقها من عتب عراقي لم يخل من نبرة تحذيرية، قابله تأكيد سوري على الرغبة في أن «نكون شركاء في الربح والخسارة» (التفاصيل) .ومع أن هذه الزيارة، التي وصفت بأنها «تاريخية»، تبشر بخطوات إيجابية رأى البعض أنها ستصبّ في خانة تحسين الوضع في العراق، لم يفت الأميركيين أن يعلنوا، أثناء وجود المعلم في بغداد امس، أن «50 الى 70 مقاتلاً أجنبياً يتسللون من سوريا الى العراق شهرياً»، ويتشككوا في الجهود التي تبذلها دمشق لمنع هذا الامر، بعدما كان قد أشيع أن «سورياً» نفذ هجوماً انتحارياً في مدينة الحلة اول من أمس.
وتوَّج المعلم زيارته، التي استمرت يومين، بالاجتماع مع كبار المسؤولين العراقيين، في لقاءات شهدت صراحة عراقية تجاه دور دمشق من جهة، ورغبة سورية بالتعاون الكامل من جهة أخرى، فيما أعلن المتحدث باسم الحكومة العراقي علي الدباغ، لوكالة «أسوشييتد برس»، أن العلاقات الدبلوماسية بين العراق وسوريا، والتي قطعت عام 1982، ستستأنف هذا الأسبوع.
وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، خلال استقباله المعلم: «كنا نتوقع أن تكون سوريا اكثر تفهماً لنا كما كنا في مرحلة معارضة النظام الديكتاتوري، وأن تكون اول المبادرين لدعم الوضع السياسي الجديد».
ورأى المالكي، بحسب بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، أن «ما يحصل في العراق خطر يهدد الجميع لا العراق وحده. من مصلحة سوريا أن تسهم في استقرار وأمن العراق، وخصوصا أن دولاً عديدة سبقتها في هذا المجال». وأضاف «إذا كانت لهذه الدولة او تلك خلافات مع الولايات المتحدة، فهذا شأن يخصها، على أن تسوية هذا الخلاف يجب ألا تكون على حساب العراق. نرفض ان تكون أي دولة من دول الجوار الاقليمي ممراً أو مقراً للمنظمات الإرهابية التي تلحق الضرر بالعراق».
أما الوزير السوري فقال من جهته إن «الخطر على العراق هو خطر على المنطقة برمتها». وأضاف «نريد ان نكون شركاء في الربح والخسارة، وزيادة التنسيق في المجالات السياسية والامنية وتطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين».
ونقل المعلم، الذي التقى أيضاً زعيم الائتلاف العراقي الموحد عبد العزيز الحكيم، رسالة شفهية من الرئيس السوري بشار الاسد إلى نظيره العراقي جلال الطالباني، الذي التقاه صباح أمس، تتعلق بآفاق تطوير العلاقات السورية ــ العراقية.
في هذا الوقت، نفى المتحدث باسم الرئيس العراقي جلال الطالباني، كاميران قره داغي، تقارير أشارت إلى قمة ثلاثية ستجمعه مع الرئيسين السوري بشار الأسد والإيراني محمود أحمدي نجاد في طهران السبت المقبل. لكنه أكد أن الطالباني سيتوجه إلى طهران في هذا الموعد لعقد قمة ثنائية مع نجاد.
وقال قره داغي إن “هذه قمة ثنائية ولا دعوات أخرى لكي تصبح ثلاثية”، مشدداً على أن هذا الأمر لم يكن مطروحاً. وأضاف إن الدعوة الموجهة من الرئيس الإيراني للقمة ليست جديدة.
وفي دمشق، قال مسؤول سوري مطلع على جدول أعمال الأسد، رداً على سؤال عما إذا كان الأسد سينضم إلى الطالباني ونجاد في طهران، إنه “لا خطط لعقد مثل هذه القمة الثلاثية”.
وفي واشنطن، عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية توم كيسي عن تشكك واشنطن في إمكان أن يساعد أي اجتماع بين إيران وسوريا والعراق في خفض العنف.
وكانت مصادر برلمانية في “الائتلاف العراقي الموحد” قد ألمحت إلى احتمال عقد قمة ثلاثية بين إيران وسوريا والعراق في طهران نهاية الأسبوع، بدعوة من نجاد.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)