فيما انكفأ حزب الله عن المشاركة في اللائحة الائتلافية للانتخابات البلدية في بيروت، من دون أن يُفصح صراحة عن الغاية من ذلك، حرص على أن تكون حصّته في المعركة الاختيارية «وازنة». وبعدما تعذّر عليه التفاهم مع «بيارتة» تيار المستقبل، ذهب إلى التحالف معه بتشكيل لوائح المخاتير في معظم الدوائر المشتركة.لماذا قرر الحزب مقاطعة «المستقبل» بلدياً، علماً بأن حلفاءه انضموا إلى اللائحة، وذهب إلى التفاهم معه في «المخترة»، الأمر الذي خلق حالة اعتراضية عند الأحزاب الوطنية والحلفاء السنّة المحسوبين على محور المقاومة؟ تساؤلات كثيرة يطرحها هؤلاء، وفي حين تتحدث معلومات عن عدم رغبة الحزب في فتح اشتباك مع الرئيس سعد الحريري، تلفت مصادر فريق الثامن من آذار الى «قرار برعاية التفاهم والعملية الانتخابية كي لا تنعكس سلباً على الشوارع والأحياء الصغيرة».
«عتب على قدر المحبة» على الحزب في أوساط «المعارضة السنية»

فشلت الأحزاب الوطنية والمعارضون لنهج تيار المستقبل في التكتّل موحدين ضده، فذهب كل منهم إلى تشكيل لائحته المستقلّة. وانسحب ذلك على معركة المخاتير، التي تظهر اللوائح التي سيبدأ الإعلان عنها منذ اليوم، أنه لا فرصة لأي «مختار» خارج اللوائح «الاتئلافية» التي تشكلت بالتفاهم بين حزب الله والمستقبل وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي في دوائر المصيطبة والباشورة وزقاق البلاط. فيما بقيت دائرة المرفأ خارج التوافق، حيث يسعى الحزب إلى تأليف لائحة مع الأحزاب الوطنية وجمعية المشاريع ضد لائحة تيار المستقبل.
وأدى ذلك الى نوع من التذمر أو «العتب الذي يأتي على قدر المحبة» عند «المعارضة السنية» التي اعتبرت مصادرها أن «إمكانية خرق المستقبل ــ نظراً إلى الظروف التي تحيط بهذه الانتخابات، والأجواء التي تشي بتدنّي نسبة التصويت والمشاركة الشعبية ــ كانت لتكون كبيرة، فيما لو اختار الحزب تشكيل لوائح تضم عدداً من العائلات البيروتية المعارضة ومشايخ وأحزاباً محسوبة على خطّه، إضافة إلى جمعية المشاريع (الأحباش). لكن يبدو أن للحزب حسابات مختلفة». واعتبرت أن الانتخابات الاختيارية «ساحة استفتاء للقول إن أبناء بيروت ليسوا كلهم مع تيار المستقبل، كما يحاول الأخير تصويرهم دائماً»، وخصوصاً أن دوائر انتخاب المختارين تتقلّص إلى مستوى الأحياء، ولا تتم على أساس بيروت دائرة واحدة، بعكس الانتخابات البلدية. لكن عدم بذل جهود ومحاولات جدية في هذا الإطار «يصعّب علينا محاصرة المستقبل في بعض أحياء بيروت التي يحاول الحريري دوماً السيطرة عليها». واستبعدت المصادر أن «يستطيع أي مرشّح حجز مقعد له في وجه لوائح التحالف».
إلا أن لحزب الله تبريراً مختلفاً، بحسب مصادر فريق الثامن من آذار. فهو لم يذهب إلى تحالف مع المستقبل، وإنما مع «مرشحي الأحياء»، بهدف «إرساء تفاهم وتعاون داخل الأحياء بدلاً من التوتير والتورط في لعبة المصالح الصغيرة»، ولا سيما أن «المرشحين ينتمون إلى عائلات كبيرة، وتجمعهم الجيرة في شوارع بيروت منذ سنوات كثيرة». ولفتت إلى أن الأمر ليس كما يعتقد البعض، وإلا «لكان الحزب تحالف مع تيار المستقبل في المرفأ»، حيث لم يتفق الطرفان. فهناك، حيث يجري التنافس على أربعة مقاعد، يعمل الحزب على «تأليف لائحة تضم مرشحه مع مرشحين من الحزب السوري القومي الاجتماعي وجمعية المشاريع والأرمن، لخوض المعركة ضد لائحة تيار المستقبل وحلفائه»، علماً بأن نسبة الأصوات التي تخوّل المرشح الفوز بأحد مقاعد هذه الدائرة قليلة، مقارنة بالدوائر الأخرى، بسبب عدم مشاركة الناخبين اليهود في الانتخابات (لوجود معظمهم خارج لبنان، وبسبب إحجام القاطنين منهم في بيروت عن المشاركة). وعن قرار المشاركة في «الاختيارية»، قالت المصادر إن «الحزب يفصل عادة بين المخترة والبلدية، ولا علاقة لمقاطعته لائحة المستقبل البلدية بمشاركة التيار لوائحه في الأحياء».
أما الدوائر التي عُقِدت في تحالف، فقد تشكّلت لوائحها على النحو الآتي:
في الباشورة (4 مقاعد للسنّة و6 للشيعة). المرشحون للائحة الائتلافية هم:
عن المستقبل: مصباح عيدو وإبراهيم الطبيلي ومحمد مبسوط وباسم منمينة.
عن الحزب: محمد كامل شحرور، مصطفى البرجاوي، حسن شومان، علي حمدان، محمد ركين وعباس الملاح.
وفيما يترشّح ثلاثة آخرون من خارج اللائحة، تجرى نقاشات معهم للانسحاب، وفوز اللائحة بالتزكية.
في زقاق البلاط 10 مقاعد: 4 للشيعة، 2 للأكراد و4 للسنّة. المرشحون في اللائحة الائتلافية هم:
عن الحزب: حسن خضر، رومل شرّي، علي حطيط، عباس مرجان؛
وعن الأكراد جمال عميرات وسمير الشريف، وعن المستقبل محمد الكشلي ومحمد اللبابيدي.
وبعدما كان من المقرر الإعلان يوم أمس عن لائحة زقاق البلاط، تأجل الإعلان إلى الاثنين المقبل، بعدما اعترضت عائلات بيروتية وازنة على عدم تمثيلها. وقد اقترح عليها الحزب التشاور مع الرئيس الحريري لإعادة تعديل اللائحة، ومنها عائلات يموت والمصري ومنيمنة. وفي المصيطبة، لائحة مؤلفة من 15 مقعداً، لم تحسم أسماؤهم بعد (9 سنة، 3 شيعة، 1 درزي، 1 سريان، 2 روم أرثوذكس). عرف منهم حتى الآن اثنان من عائلتي قبيسي والأخرس، على أن يقرر المستقبل توقيت الإعلان عنها في ما بعد.