يحمل الرئيس الأميركي جورج بوش إلى عمان غداً ملفات المنطقة، في مسعى “تهدئة” لإنقاذ ماء الوجه الأميركي في العراق ولبنان، من دون أن يستبعد، في الوقت نفسه، فتح حوار مع إيران.وبدأ بوش جهوده بتكليف الرئيس المصري حسني مبارك توجيه رسالة إلى سوريا يطلب فيها وقف زعزعة استقرار حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، حسبما أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي، ستيفن هادلي.
وأعلن هادلي، للصحافيين الذين يرافقون بوش إلى إستونيا، ان الرئيس الأميركي سيبحث مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الخميس، أعمال العنف في العراق التي وصلت إلى “مرحلة جديدة”، إضافة إلى احتمال “إجراء الولايات المتحدة محادثات مع إيران”.
وقال “من الواضح أننا نمر في مرحلة جدية تتصف بهذه الزيادة في العنف الطائفي التي تستلزم منا التكيف مع تلك المرحلة الجديدة.. ويحتاج هذان الزعيمان إلى التحدث عن كيفية عمل ذلك”.
وكان المتحدث باسم البيت الابيض غوردون جوندرو قد قال ان بوش اتصل بمبارك بينما كان في الطائرة التي اقلته من واشنطن إلى استونيا. وأوضح ان بوش شكر مبارك على “الدور البارز الذي يؤديه في محاولة لايجاد حل للنزاع في دارفور” غرب السودان. واضاف ان “الرئيسين ناقشا ايضاً المسألة الاسرائيلية ــ الفلسطينية ومسائل اخرى اقليمية بينها لبنان”.
وقال جوندرو إن بوش أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس الفرنسي جاك شيراك، واتفق معه على “ضرورة دعم المجتمع الدولي حكومة السنيورة، خصوصاً عبر مساعدة مالية”.
وأضاف أنهما ناقشا المؤتمر المزمع عقده للأطراف المانحة، والذي تعمل باريس على عقده في لبنان.
بدورها، أعلنت الرئاسة الفرنسية ان الرئيسين بحثا دور حلف شمالي الأطلسي في افغانستان والوضع في الشرق الاوسط. وقال المتحدث باسمها، جيروم بونافون، ان “الاتصال اتاح اجراء تبادل لوجهات النظر حول المسائل التي ستكون موضع بحث خلال قمة الحلف الاطلسي في ريغا وخصوصا التزامنا المشترك في افغانستان”.
وأضاف بونافون أن هذا الاتصال “كان ايضاً مناسبة للتطرق إلى الوضع في الشرق الاوسط وخصوصاً الوضع الاسرائيلي ــ الفلسطيني والتحرك الدولي من اجل لبنان”.
واستبق رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود اولمرت زيارة بوش إلى المنطقة لوضع “تصوره للسلام”، فأعلن استعداده لـ“إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة”، في مقابل إسقاط الفلسطينيين حق العودة، وهو ما رفضته حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إلا أن مسؤولي منظمة التحرير أعلنوا استعدادهم لـ “التفاوض”.
وطالب أولمرت، خلال كلمة في النقب، الفلسطينيين بتأليف حكومة جديدة توافق على شروط الرباعية الدولية، وتتبنّى خريطة الطريق وتعمل على إطلاق الجندي الأسير جلعاد شاليط، وتتخلى عن خيار المقاومة وعن حق العودة للاجئين الفلسطينيين. وتعهّد، في المقابل، إقامة دولة فلسطينية مع تواصل جغرافي بسيادة كاملة وحدود محددة، وإطلاق عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين وإخلاء أراض كثيرة، والمستوطنات التي بُنيت عليها في الضفة الغربية.
وفي أول تعليق فلسطيني على مطالب أولمرت، أعلن مسؤول ملف التفاوض في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، عن استعداد الفلسطينيين للعودة إلى طاولة المفاوضات، فيما رأى رئيس كتلة “حماس” البرلمانية خليل الحية، أن “ما يريده أولمرت هو خلط للأوراق وقلب الحقائق ومحاولةٌ لتحسين صورة الاحتلال الاسرائيلي أمام العالم ليبدو الامر وكأنهم دعاة سلام”.
وقال الحية إن “أولمرت يطالب الفلسطينيين بالتنازل عن موضوع اللاجئين، وهذه مسألة في غاية الخطورة، كما يحاول أن يذرّ الرماد في العيون عندما يقول إنه يريد تفكيك بعض المستوطنات في الضفة الغربية”. وشدد على أن “حماس” لا يمكن أن تقبل بإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة، إلا على جميع الاراضي الفلسطينية عام 1967 خالية من المستوطنين.
إلى ذلك، قال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية إن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس قد تعقد هذا الاسبوع، اثناء وجودها في الشرق الاوسط، لقاءين منفصلين مع اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلا أنه استبعد رعاية رايس قمة بين الرجلين.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، د ب أ)