هل تكون زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش في عمّان اليوم مهمة مقايضة حل القضية الفلسطينية باحتواء “المد الإيراني” في المنطقة؟هذا على الأقل ما تروّج له مصادر رسمية أردنية، ترى أن “زيارة الرئيس الأميركي فرصة ممتازة للأردن من أجل التطرق الى القضية الفلسطينية والتأكيد أن حل هذه القضية سيقطع الطريق على إيران ويمنعها من الاستفادة من أزمات المنطقة لتحقيق مطامعها التوسعية”.
وتضيف المصادر نفسها أن رسالة الملك الأردني إلى بوشستكون: “يجب حل القضية الفلسطينية من أجل ترجيح كفة الاعتدال في المنطقة” إلا أن الأردن يعتبر إيران “خطراً حقيقياً، ليس بسبب ازدياد نفوذها في العراق فقط، ولكن أيضاً في لبنان من خلال حزب الله وفي الأراضي الفلسطينية من خلال تحالفها مع حركة المقاومة الإسلامية حماس”.
ورأت المصادر أن “أفضل السبل لاحتواء هذا الخطر الإيراني هو حل القضية الفلسطينية على أساس قيام دولتين، الأمر الذي يعزز المحور المعتدل في المنطقة ويسمح بإحلال الاستقرار”. وكان بوش قد فتح من العاصمة اللاتفية ريغا أمس ثلاثة ملفات، قبل وصوله إلى عمان اليوم، فأغلق الباب أمام أي توقعات بالانسحاب من العراق أو بدء حوار مع إيران “قبل وقفها تخصيب اليورانيوم”، من دون أن ينسى اتهامها مع سوريا بـ“تقويض ديموقراطية” حكومة الرئيس فؤاد السنيورة.
واستباقاً لزيارته اليوم، شهدت عمّان حركة دبلوماسية نشطة لتحضير ملفات “مهمة” الرئيس الأميركي، فرفض الملك الأردني عبد الله الثاني أي تسوية فلسطينية “على حساب الأردن”، في إشارة إلى طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إسقاط حق العودة.
ولم تكن القاهرة بمنأى عن حراك التحضيرات لوصول بوش، فبدأ رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية زيارة، هي الأولى من نوعها منذ توليه رئاسة الوزراء، فيما سيلتقي الرئيس المصري حسني مبارك وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل اليوم في شرم الشيخ، بالتزامن مع زيارة رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان اليوم إلى تل أبيب.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب)