رفـع أوّل علـم لبـنانيّ فـوق اللبـونة اليـوم
بعد خمسين يوماً من الحرب القاسية التي شنتها إسرائيل على لبنان، خرجت قوات الاحتلال أمس من معظم الأراضي التي احتلّتها، لكنها أبقت نقاطاً لها في مناطق عدة على الحدود مع احتلال لكامل بلدة غجر، وسط أجواء غير واضحة في خصوص إعلان وقف كامل لإطلاق النار فيما يستعد الجيش للانتشار اليوم في كل المناطق على أن يرفع العلم اللبناني لاول مرة عند نقطة اللبونة في حضور قائد الجيش العماد ميشال سليمان.
على أن هذه الخطوة المهمة التي سوف تترك انعكاسات في المرحلة المقبلة بسبب عدم اكتمال الانسحاب واستمرار الخروق الاسرائيلية، لم تلفت انتباه الجمهور في الداخل اللبناني حيث استمر التوتر السياسي على اشده مع بدء اندلاع مشكلات في بعض المدن والاحياء، وهو ما ينذر بأمور أخطر اذا لم يصر إلى تدارك الموقف من القيادات السياسية.
وتستعد الاكثرية الحاكمة لتحويل نحو 400 مليون دولار من المساعدات المقررة لإعادة إعمار ما هدّمته الحرب الاسرائيلية، لتوظيفها في برامجها السياسية من بوابة ملف المهجرين المفتوح على احتمالات غير واضحة بعد الفضائح التي كشفها التيار الوطني الحر السبت الماضي.
وعلى صعيد الوضع الجنوبي، أنهت قوات الاحتلال انسحاباً من تل الحمامص المشرف على الوزاني والخيام، والعباد المشرف على حولا ومركبا ووادي هونين والعويضة (العديسة وكفركلا) وبليدا في منطقة مرجعيون. كما انسحبت من عيترون ورميش وعيتا الشعب ومارون الراس ورامية في قضاء بنت جبيل، وكذلك من موقع بلدة بلاط المحاذية لبلدة مروحين في قضاء صور، عبر طرق ترابية كانت معبراً لدخول الدبابات الإسرائيلية إلى هذه المناطق.
وأخلت قوات الاحتلال المواقع والبيوت التي استخدمتها.
وفي بيان تلى عملية الانسحاب، قال قائد قوات اليونيفيل اللواء آلان بيلّيغريني، إن اليونيفيل ستفتش بعد التأكد من الانسحاب، على طول الخط الأزرق للتثبت من عدم وجود أي اختراقات أو انتهاكات من الجانب الإسرائيلي.
وأفادت مصادر أمنية لبنانية بأن القوات الإسرائيلية نفّذت عملية تمويه لخطوة الانسحاب بعدما كانت قد عزلت أول من أمس محيط بلدة الغجر وتمركزت قرب الوزاني وبمحاذاة العباسية القريب من الحدود الدولية بين لبنان وإسرائيل وسوريا.
وأعلنت قيادة الجيش ــ مديرية التوجيه عن أنّ عناصر الجيش ستبدأ بالانتشار في قرى كفركلا، مروحين، مارون الراس والعديسة عند الثامنة من صباح اليوم، على أن يُرفع العلم اللبناني للمرّة الأولى في منطقة اللبونة في حضور قائد الجيش العماد ميشال سليمان.
وفي تل أبيب، ذكرت صحيفة “هآرتس” أن الانسحاب نُفّذ بتنسيق مع قوات اليونيفيل وجرى بعد مصادقة رئيس الحكومة إيهود أولمرت، ووزير دفاعه عمير بيرتس على الخطة كما اقرها الجيش. ونقلت “معاريف” عن مصادر أمنية قولها إن إسرائيل تريد التوصل إلى ترتيبات أمنية مع قوات الطوارئ والجيش اللبناني خلال الأيام القريبة، وإخلاء قرية غجر، وهي تسعى إلى أن تتولى اليونيفيل والجيش اللبناني المسؤولية الأمنية في الجزء اللبناني من القرية، وإبقاء الإدارة المدنية إسرائيلية في الشقين السوري واللبناني.
وأفادت التقارير الإعلامية بأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعمل في هذه الأيام على الانتهاء من تعريف إجراءات فتح النار وتحديد أسس تصرف الجنود الذين يقومون بدوريات على طول الحدود. وقال ضابط رفيع المستوى في المنطقة الشمالية، لـ “معاريف” إن “الجيش لا ينوي التعامل مع حوادث إخلال بالنظام في دولة جارة، فنحن لن نفرّق التظاهرات، وإذا اُطلقت النار علينا، أو إذا قام أحد ما بتعريض قواتنا للخطر، فسندرس مسألة إطلاق النار، وحتى الدخول إلى داخل الأراضي اللبنانية”.
ونقلت صحف اسرائيل أن المستوى السياسي يشاطر المستوى العسكري الشعور بأنه ممنوع الوصول إلى الوضع الذي كان سائداً قبل الحرب. بل على العكس، إذا لم تثبت قوات الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة الحزم في نشاطها، فسيُمنح الجيش الإسرائيلي الضوء الأخضر للعمل. وبحسب الصحيفة، يحاولون في الجيش الإسرائيلي أن يوضحوا أن اسم اللعبة الآن هو منع “العملية المقبلة” من جانب حزب الله.